الين الياباني يتراجع مؤقتًا لكنه يواصل مساره الصاعد بدعم توقعات رفع الفائدة

شهد الين الياباني تراجعًا خلال التعاملات الآسيوية يوم الجمعة أمام سلة من العملات الرئيسية والثانوية، متخليًا عن أعلى مستوياته في 11 أسبوعًا مقابل الدولار الأمريكي، والذي سجله في وقت سابق من اليوم.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة عمليات تصحيح وجني الأرباح بعد المكاسب الأخيرة.
رغم التراجع اليومي، لا يزال الين على مسار تحقيق مكسب أسبوعي، مستفيدًا من الإقبال على شرائه كفرصة استثمارية واعدة في سوق الصرف الأجنبي.
ويعزز هذه التوقعات استمرار بنك اليابان في مسار تطبيع سياسته النقدية، وسط مؤشرات على إمكانية رفع أسعار الفائدة قريبًا.
أظهرت بيانات التضخم الصادرة في طوكيو أن معدل التضخم الأساسي ارتفع بنسبة 3.2% في يناير، وهو أعلى مستوى منذ 19 شهرًا، متجاوزًا التوقعات البالغة 3.1% والقراءة السابقة البالغة 3.0% في دجنبر.
هذه البيانات تضغط على صناع القرار في بنك اليابان لاتخاذ خطوات أكثر حزمًا نحو تشديد السياسة النقدية، مع تزايد التوقعات برفع أسعار الفائدة في مارس المقبل.
ارتفع الدولار الأمريكي أمام الين بنسبة 0.75% ليصل إلى 150.73 ين، مقارنة بسعر الافتتاح عند 149.63 ين، بينما بلغ أدنى مستوى له عند 149.27 ين، وهو الأدنى منذ 3 دجنبر الماضي.
في المقابل، أنهى الين تعاملات يوم الخميس مرتفعًا بنسبة 1.2% مقابل الدولار، مسجلًا ثاني مكسب يومي على التوالي، وأكبر ارتفاع يومي منذ نونبر 2024، بدعم من تصريحات مسؤولي بنك اليابان التي عززت التوقعات بتشديد السياسة النقدية، إضافةً إلى تراجع عوائد السندات الأمريكية.
و حتى الآن، ارتفع الين بنسبة 1.1% مقابل الدولار خلال الأسبوع الجاري، متجهًا نحو تحقيق خامس مكسب أسبوعي في شهر ونصف، مدفوعًا بآمال تقلص الفجوة في أسعار الفائدة بين اليابان والولايات المتحدة.
يرى خبراء السوق، مثل جيسون وونغ، الاستراتيجي في بنك نيوزيلندا الوطني، أن البيانات التضخمية الأخيرة تقدم دليلًا إضافيًا على تنامي الضغوط التضخمية في اليابان، مما يعزز احتمال رفع الفائدة.
و يأتي ذلك في وقت قد تبدأ فيه البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يرفع من جاذبية الين كعملة ملاذ آمن خلال الفترة المقبلة.