الين الياباني يتراجع لأدنى مستوى في 3 أشهر وسط صعود عوائد السندات الأمريكية

واصل الين الياباني خسائره خلال تعاملات الأربعاء في السوق الآسيوية، لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مسجلاً أدنى مستوياته منذ مطلع أبريل.
وتقترب العملة اليابانية من كسر الحاجز النفسي الهام عند 150 ينًا للدولار، في ظل ارتفاع متسارع لعوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات، ما يعزز جاذبية الدولار ويضغط على أداء الين.
ويأتي هذا التراجع رغم ارتفاع التوقعات بشأن إمكانية رفع بنك اليابان لمعدلات الفائدة في اجتماعه المقبل، لكن الأسواق تنتظر مؤشرات أوضح من البيانات الاقتصادية المرتقبة من طوكيو، لا سيما تلك المتعلقة بالتضخم، الأجور، وسوق العمل.
في الولايات المتحدة، أظهر تقرير التضخم لشهر يونيو تسارعًا غير متوقع في الأسعار، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.7% على أساس سنوي، مقابل 2.4% في مايو، متجاوزًا التوقعات البالغة 2.6%، ومسجلاً بذلك أعلى وتيرة ارتفاع منذ فبراير الماضي.
وتُعزى هذه القفزة في الأسعار إلى زيادات ملحوظة في تكلفة سلع مستوردة مثل القهوة، الأثاث، ومعدات الصوت، والتي تأثرت برسوم جمركية فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مما أعاد إلى الواجهة مخاوف التضخم الناجم عن السياسات التجارية الحمائية.
و في ضوء هذه البيانات، قلص المستثمرون من توقعاتهم بخفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وأظهرت أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر تراجعت من 62% إلى 55%، فيما ارتفعت احتمالات الإبقاء على الفائدة دون تغيير من 38% إلى 45%.
هذا التغير في المزاج السوقي رافقه ارتفاع في عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 4.495%، وهو أعلى مستوى لها منذ خمسة أسابيع، مما دفع المستثمرين نحو الدولار وأضعف العملات المنافسة، وفي مقدمتها الين الياباني.
و ارتفع الدولار أمام الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 149.07 ينًا، وهو أعلى مستوى منذ 3 أبريل، مقابل افتتاحية اليوم عند 148.83 ينًا، بينما لامس أدنى مستوى عند 148.71 ينًا.
خسر الين خلال جلسة الثلاثاء نحو 0.8%، في ثالث تراجع يومي متتالٍ، متأثرًا بقوة الدولار عقب بيانات التضخم الأمريكية.
و من جانبه، أشار ناثانيال كيسي، استراتيجي الاستثمار في شركة “إيفلين بارتنرز”، إلى أن ارتفاع أسعار السلع في الولايات المتحدة قد يكون إشارة أولية على أن الرسوم الجمركية بدأت تخلق ضغوطًا تضخمية.
وقال كيسي: “رغم أن تقرير التضخم الأخير لا يدعو للقلق بشكل مباشر، إلا أن استمرار ارتفاع الأسعار وعدم اليقين بشأن السياسات الجمركية قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتريث قبل اتخاذ قرار بخفض الفائدة”.
يبدو أن الأسواق المالية تتهيأ لمزيد من التقلبات، حيث تتقاطع متغيرات التضخم، والسياسة النقدية، وتداعيات الحرب التجارية السابقة، في مشهد معقد يتطلب حذرًا من جانب المستثمرين والبنوك المركزية على حد سواء.
أما الين الياباني، فقد يجد نفسه أمام اختبار حاسم إذا ما استمرت الضغوط القادمة من الولايات المتحدة، ولم تصدر طوكيو إشارات واضحة تدعم عملتها.