العملات

الين الياباني يتراجع بفعل توقعات التحفيز الاقتصادي مع تولي ساناي تاكايتشي رئاسة الوزراء

شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا في تعاملات الجمعة بالأسواق الآسيوية، مواصلًا خسائره للجلسة السادسة على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ليسجل أدنى مستوى له في أسبوعين، وسط ترقب المستثمرين للإجراءات الاقتصادية المرتقبة من الحكومة الجديدة بقيادة ساناي تاكايتشي.

وجاء هذا الهبوط مع تزايد التوقعات بأن أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ اليابان ستعلن قريبًا عن حزمة تحفيز اقتصادي كبرى تهدف إلى تنشيط النمو ودعم رابع أكبر اقتصاد في العالم.

وتُثير هذه الخطوة احتمالات بأن يُبقي بنك اليابان على سياسته النقدية الميسّرة لفترة أطول، مما يؤجل أي تحرك نحو رفع أسعار الفائدة أو تقليص برامج الدعم النقدي.

سجل الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.25% أمام الين ليصل إلى 152.91 ينًا، وهو أعلى مستوى منذ العاشر من أكتوبر الجاري، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 152.55 ينًا، فيما لامس أدنى مستوى عند 152.47 ينًا.

وكان الين قد أنهى جلسة الخميس منخفضًا بنحو 0.4% أمام الدولار، متأثرًا بالتوقعات المتزايدة بسياسات مالية توسعية من الحكومة الجديدة.

خلال الأسبوع الجاري، تراجع الين بنحو 1.5% أمام الدولار، متجهًا نحو تسجيل ثاني خسارة أسبوعية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، نتيجة الضغوط الناجمة عن السياسة المالية التحفيزية المرتقبة.

في تحول سياسي غير مسبوق، انتخب البرلمان الياباني يوم الثلاثاء ساناي تاكايتشي رئيسةً للوزراء، لتصبح بذلك أول امرأة في تاريخ اليابان تتولى هذا المنصب.

وبحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK)، فازت تاكايتشي بـ 237 صوتًا في الجولة الأولى من التصويت البرلماني، ما ضمن لها الأغلبية دون الحاجة إلى جولة ثانية.

وجاء فوزها بعد تحالفٍ بين الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم وحزب الابتكار الياباني، حيث توصّل الطرفان إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية. ووفقًا لوكالة رويترز، تعهدت تاكايتشي بتبني بعض مقترحات حزب الابتكار، أبرزها خفض عدد مقاعد البرلمان، وتقديم التعليم الثانوي مجانًا، وتجميد ضريبة استهلاك الأغذية لمدة عامين.

وتُعد تاكايتشي من أبرز حلفاء رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي، ومن الداعمين لسياساته الاقتصادية التحفيزية المعروفة بـ“اقتصاد آبي”، مما يعزز التوقعات بأن تتبع نهجًا توسعيًا مماثلًا يهدف إلى إنعاش سوق الأسهم ودعم الشركات، ولو كان ذلك على حساب استمرار ضعف الين الياباني.

وأكدت تاكايتشي، عقب فوزها، أن أولويتها ستكون تحفيز النمو عبر الإنفاق الحكومي المكثف، منتقدةً في الوقت نفسه محاولات بنك اليابان رفع أسعار الفائدة، في إشارة واضحة إلى استمرار التوجه نحو سياسة مالية ونقدية ميسّرة خلال الفترة المقبلة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى