الاقتصادية

المكاتب العائلية الأمريكية تواصل ضخ أموالها في شركات الذكاء الاصطناعي

رغم التراجع الملحوظ في عدد الصفقات الاستثمارية خلال شهر سبتمبر الماضي، واصلت المكاتب العائلية في الولايات المتحدة توجهها نحو الاستثمار في الشركات الناشئة ذات الإمكانات العالية، خصوصًا في مجالي الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، حيث تظل هذه القطاعات من أبرز رهانات الأثرياء على مستقبل الاقتصاد الرقمي والعلمي.

ووفقًا لبيانات منصة إدارة الثروات الخاصة “فينتركس – Fintrx” التي نقلتها شبكة “سي إن بي سي” الأميركية، بلغ عدد الاستثمارات المباشرة التي نفذتها هذه المكاتب 54 صفقة فقط خلال سبتمبر، ما يمثل تراجعًا بنسبة 46% مقارنة بالشهر السابق.

ورغم هذا الانخفاض، فإن حجم التمويلات الموجهة بقي عند مستويات قوية، ما يؤكد استمرار ثقة المستثمرين العائليين في الابتكار التكنولوجي.

وشهد الشهر ذاته مشاركة مكاتب استثمارية بارزة تابعة لكل من جيف بيزوس، مؤسس “أمازون”، وإريك شميدت، الرئيس التنفيذي الأسبق لشركة “جوجل”، في جولة تمويل أولية بقيمة 300 مليون دولار لصالح شركة “بيريودك لابس – Periodic Labs”.

وتُعد هذه الشركة من أبرز الوجوه الجديدة في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ أسسها باحثون سابقون في “أوبن إيه آي” و“ديب مايند – DeepMind”، وتركز على أتمتة البحث العلمي من خلال تطوير روبوتات ذكية قادرة على إجراء التجارب العلمية بشكل مستقل، ما يفتح آفاقًا جديدة لتسريع الابتكار في المختبرات حول العالم.

كما استقطب قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين الأثرياء، حيث نجحت مجموعة العيادات الأميركية “هاربر هيلث – Harbor Health” في جمع 130 مليون دولار ضمن جولة تمويلية شاركت فيها مكاتب “DFO Management” و“Breyer Capital” و“Martin Ventures”.

ويرى خبراء الاستثمار أن استمرار تدفق رؤوس الأموال من المكاتب العائلية نحو التقنيات المتقدمة والرعاية الصحية يعكس توجهًا استراتيجيًا طويل الأمد، يقوم على الموازنة بين العائد المالي المرتفع والأثر المجتمعي الإيجابي، في ظل التحول المتسارع نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى