المغرب يقود ثورة الطاقة النظيفة في قطاع البيتومين بمشروع “MCS Bitume”

في خطوة رائدة نحو تعزيز الاستدامة في القطاع الصناعي، أعلن تحالف مشروع “MCS Bitume”، الذي يجمع بين الجامعة الدولية للرباط (UIR) وشركة بيتوما (Bituma)، عن تدشين النموذج البحثي لمشروع “MCS Bitume” يوم الثلاثاء 11 فبراير 2025.

ويمثل هذا المشروع، الأول من نوعه في المغرب، حلاً مبتكرًا لتسخين مخزون البيتومين بسعة 40 طنًا، يعتمد على تكنولوجيا الطاقة الشمسية المتطورة.

ويُعد هذا الإنجاز ثمرة تعاون وثيق بين القطاع الصناعي والبحث العلمي، حيث يعتمد النموذج البحثي “MCS Bitume” على مُرَكِّزات شمسية عالية الطاقة لتسخين البيتومين والحفاظ عليه عند درجة حرارة مثالية تبلغ 100 درجة مئوية.

هذه التقنية المبتكرة تُساهم في تحقيق خفض ملحوظ في استهلاك الوقود بنسبة 15 في المائة سنويًا، بالإضافة إلى تقليل انبعاثات ثنائي أكسيد الكربون بمقدار 200 طن سنويًا، مما يدعم بشكل كبير جهود المغرب في تحقيق انتقال طاقي مستدام.

وبعد أن تم تطوير النموذج البحثي والتحقق من فعاليته في الجامعة الدولية للرباط (UIR)، انتقل المشروع إلى مرحلة التطبيق الصناعي، حيث تم تثبيته في موقع شركة بيتوما بعين عتيق، ليصبح الآن قيد التشغيل الكامل.

ويأتي هذا المشروع الطموح في إطار مشروع بحث وتطوير تطبيقي، يحظى بدعم وكالة الموارد التابعة لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN)، وذلك ضمن طلبات المشاريع “InnoTherm/InnoBiomass” التي تهدف إلى تعزيز حلول الطاقة المستدامة في القطاع الصناعي.

كما يندرج ضمن رؤية أوسع لتحديث مستدام للعمليات الصناعية، تسعى إلى دمج تقنيات كفاءة الطاقة والحلول المتجددة لتقليل البصمة الكربونية للقطاع.

وتتطلع “MCS Bitume” إلى آفاق مستقبلية واعدة، حيث تجري حاليًا دراسة جدوى لاستكشاف إمكانية توسيع نطاق التخزين ليصل إلى 3000 طن، مما يمهّد الطريق نحو اعتماد أوسع للطاقات المتجددة في قطاع البيتومين وتعزيز استدامة عملياته الصناعية.

وقد حقق تطوير النموذج البحثي “MCS Bitume” إنجازات بارزة، من بينها:

تسجيل خمس براءات اختراع تغطي تقنيات مبتكرة في الإدارة الحرارية وتحسين كفاءة الطاقة.
نشر خمسة عشر بحثًا علميًا، مما عزّز مكانة المشروع داخل المجتمع العلمي الدولي.
مناقشة ثلاث أطروحات دكتوراه، مما يجسد التزام الباحثين بتطوير حلول تكنولوجية ملموسة.
إطلاق شركة ناشئة متخصصة في التخزين الحراري المتقدم، مما يعكس إمكانات التثمين الاقتصادي للمشروع.

ويُجسد هذا المشروع البحثي والتطويري الدور المحوري الذي تقوم به وكالة الموارد التابعة لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة (IRESEN) في دعم الابتكار لخدمة الانتقال الطاقي المستدام.

ومن خلال طلبات المشاريع التي يطرحها، يعمل معهد IRESEN على تحفيز التعاون بين القطاعات الأكاديمية والصناعية والمؤسساتية، عبر تمويل حلول تكنولوجية متقدمة تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة وتقليل البصمة الكربونية.