المغرب يفقد فرصته في استغلال ارتفاع الطلب العالمي على البرتقال بسبب شح المياه

تشهد الأسواق العالمية ارتفاعًا في أسعار البرتقال هذا الموسم نتيجة نقص الإمدادات من مصر، إلا أن المغرب يجد نفسه عاجزًا عن الاستفادة من هذه الفرصة التجارية بسبب تحديات هيكلية تتعلق بالمياه والظروف المناخية.
وأوضح محمد السعيدي، المدير العام لمزرعة “دومين تريفيت” ومحطة التعبئة “أوروبيير”، في تصريح لمنصة “فريست بلازا”، أن المغرب لن يستطيع زيادة صادراته في المدى القريب، نظرًا لاستمرار عمليات اقتلاع الأشجار وتقليص المساحات المزروعة بسبب شح المياه.
وأضاف السعيدي أن منطقة بركان، إحدى أبرز مناطق إنتاج الحمضيات بالمملكة، فقدت نحو نصف مساحاتها المزروعة بالبرتقال خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الجفاف المتكرر واستنزاف الموارد المائية الجوفية، حيث بلغ عمق الحفر للوصول إلى المياه بين 250 و300 متر مقارنة بـ60 مترًا سابقًا.
وأشار إلى أن انتعاش الإنتاج لن يكون ممكنًا قبل مرور أربع سنوات على الأقل، مع ضرورة تحسن الظروف المطرية.
ويتركز معظم إنتاج البرتقال المغربي حاليًا في الأسواق المحلية وأسواق غرب إفريقيا، بينما تراجعت القدرة التصديرية للمملكة على الصعيد الدولي بشكل ملحوظ، باستثناء عدد محدود من المنتجين القادرين على الصمود رغم التحديات.
ويأتي هذا الواقع في وقت يشهد فيه السوق المصري سحب كميات كبيرة من البرتقال، ما أدى إلى إعادة توزيع الأسواق العالمية، حيث استفادت دول مثل جنوب إفريقيا، فيما يواصل المغرب مواجهته المستمرة لمشكلات ندرة المياه وتقلص الأراضي الزراعية.