المغرب يعتلي صدارة الدول المصدرة للماندرين عالميًا

يشكل إنتاج الحمضيات في المغرب دعامة رئيسية لنجاحه الزراعي، ويبرز الماندرين كأحد أبرز رموزه، بفضل جودته العالية، ونكهته الحيوية، ومظهره الجذاب شبه الخالي من البذور، إلى جانب توافره في نهاية الموسم.
هذه الخصائص جعلت من الماندرين المغربي لاعبًا أساسياً في تعزيز صادرات البلاد نحو الأسواق العالمية.
وفقًا لمنصة “إيست فروت” المتخصصة في البيانات الزراعية، احتل المغرب المرتبة الخامسة عالميًا في تصدير الماندرين سنة 2022، بشحن ما مجموعه 495 ألف طن، متخلفًا بفارق بسيط عن جنوب إفريقيا.
وتشير التوقعات إلى أن صادرات المغرب من الحمضيات خلال الموسم الحالي ستقفز إلى 595 ألف طن، أي بزيادة سنوية تبلغ 31%، مما يرسخ موقعه كثالث أكبر مصدر للحمضيات في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا ومصر.
ويظل الاتحاد الأوروبي السوق الأول للماندرين المغربي، مستحوذًا على 34% من حجم الصادرات، تليه الولايات المتحدة وكندا.
وقد سجلت كندا رقمًا قياسيًا باستيراد 73 ألف طن من الماندرين المغربي خلال موسم 2022/2023، ما يمثل 45% من وارداتها من هذه الفاكهة، مما جعل المغرب أكبر مورد لها.
ورغم انخفاض صادرات الماندرين بنسبة 25% في عام 2022 بسبب تراجع المحاصيل، نجح المغرب في تعويض ذلك عبر تعزيز شحناته إلى كندا، مستفيدًا من تراجع صادرات جنوب إفريقيا وبيرو.
كما أن المملكة المتحدة، عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، استوردت ما قيمته 47 مليون دولار من الماندرين ضمن إجمالي 542 مليون دولار من صادرات المغرب من الفواكه والخضروات خلال نفس العام.
إلى جانب الأسواق التقليدية، بدأ المغرب في التوسع نحو جنوب شرق آسيا، حيث صدر 630 طناً من الماندرين إلى هونغ كونغ وماليزيا وسنغافورة في الموسم الماضي، رغم تحديات النقل عبر البحر الأحمر في أبريل 2025.
وقد دعمت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بشراكة مع “فوديكس المغرب” هذه الجهود عبر بعثة تجارية تاريخية إلى المنطقة، أسفرت عن صفقات أولية واستجابة قوية من المستوردين الذين أبدوا اهتمامًا خاصًا بالحصول على الماندرين المغربي خلال أواخر الموسم.
وتفتح الأسواق الآسيوية فرصًا واعدة، حيث تصل واردات جنوب شرق آسيا من اليوسفي إلى نحو 500 ألف طن سنويًا، منها ما بين 200 إلى 300 ألف طن تستوردها فيتنام وحدها، مما يعزز فرص المصدرين المغاربة لتحقيق نمو إضافي.