اقتصاد المغرب

المغرب يطلق مشروعًا طموحًا لتخزين الطاقة عبر البطاريات لتعزيز استقرار الشبكة الكهربائية

في خطوة تعكس طموح المغرب في تعزيز مكانته كقطب إقليمي للطاقة النظيفة، أطلق المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء، طلبًا لإبداء الاهتمام بشأن مشروع ضخم لإنشاء أنظمة لتخزين الطاقة بواسطة البطاريات (BESS) بقدرة إجمالية تصل إلى 1600 ميغاواط.

وسيتم توزيع هذه الأنظمة على عدة مناطق بالمملكة، تشمل القنيطرة، سطات، تطوان، تيط مليل، خنيفرة، وخريبكة.

يهدف هذا المشروع الرائد إلى التعاقد مع مدمجين لأنظمة التخزين يتولون كامل مراحل الإنجاز، بدءًا من التصميم وتوريد المعدات، وصولاً إلى البناء، الاختبارات التشغيلية، ثم التشغيل والصيانة على المدى الطويل.

ومن المتوقع أن تبدأ المحطات في دخول الخدمة تدريجيًا ابتداءً من سنة 2026.

ووفق مصدر مسؤول من المكتب الوطني، فإن هذا المشروع يدخل في إطار استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى تأمين استقرار الشبكة الكهربائية، والرفع من قدرة المغرب على تخزين الطاقة المتجددة، وتدبير فترات الذروة بشكل أكثر كفاءة ومرونة.

هذا المشروع يمثل تحولًا نوعيًا في البنية التحتية الكهربائية، خاصة مع التوسع المتزايد في مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، التي غالبًا ما تنتج خارج فترات الذروة. وهنا تبرز أهمية التخزين كحل استراتيجي لتحقيق توازن مستدام بين الإنتاج والاستهلاك.

وفي سياق دعم هذه الدينامية، يعتزم المكتب الوطني للكهرباء استثمار أزيد من 27 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة، موجهة لتعزيز شبكة نقل الكهرباء وتطوير البنية التحتية، ما سيمكن من دمج أكبر للطاقة المنتجة من المصادر المتجددة، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوب الشرقي.

ويتقاطع هذا التوجه مع مبادرة موازية أطلقتها مؤسسة التمويل الدولية (IFC) بتمويل مشروع طاقي بالشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، يهم إنتاج 400 ميغاواط من الطاقة الشمسية في كل من خريبكة وبن جرير، مرفقًا بنظام تخزين بسعة 100 ميغاواط ساعة، في أكبر مشروع من نوعه بشمال إفريقيا.

ووفق نفس المصدر، فإن المغرب لا يراهن فقط على إنتاج الطاقات النظيفة، بل يسعى إلى تطوير منظومة متكاملة تشمل التخزين الذكي وتوزيع الطاقة بكفاءة، مما يعزز جاذبيته كمنصة للطاقة منخفضة الكلفة وذات موثوقية عالية.

ويمثل هذا التحول فرصة استراتيجية لتعزيز الصناعات الوطنية المرتبطة بالاقتصاد الأخضر، واستقطاب استثمارات نوعية في مجالات الصناعات النظيفة، مثل تصنيع البطاريات، السيارات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر، ما يدعم الانتقال الطاقي ويمنح المغرب مكانة رائدة في مستقبل الطاقة المستدامة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى