المغرب يسرّع وتيرة الانتقال الطاقي بإحداث شركة جديدة لتطوير مشروع نور أطلس الشمسي

في خطوة جديدة تعكس التزام المغرب بتحقيق السيادة الطاقية وتوسيع نطاق الطاقات المتجددة، أعلنت الحكومة عن إنشاء شركة فرعية جديدة تابعة للوكالة المغربية للطاقة المستدامة “مازن”، تحمل اسم Noor Atlas Energy Company S.A، وذلك بهدف تطوير وتشغيل وصيانة ست محطات شمسية كهروضوئية في خمس جهات بالمملكة، ضمن مشروع “نور أطلس”.
يندرج هذا التحول في إطار توسيع العدالة المجالية في توزيع مشاريع الطاقة النظيفة، حيث يهدف المشروع إلى تغطية عشر جهات مغربية بدلًا من سبع فقط، باستثمارات تبلغ نحو 2.775 مليار درهم، بقدرة إنتاجية تصل إلى 291 ميغاواط.
ويأتي ذلك ضمن رؤية وطنية تسعى لضمان استفادة كافة المناطق من مزايا الانتقال الطاقي وتقليص الفوارق المجالية في الاستثمارات الاستراتيجية.
ويُنتظر أن يُموّل المشروع من خلال قرضين تفضيليين من كل من بنك إعادة الإعمار والتنمية الألماني والبنك الأوروبي للاستثمار، إلى جانب تمويلات تكميلية من مؤسسات مغربية، ما يعكس الثقة الدولية في المشاريع المغربية في مجال الطاقات المتجددة.
تندرج هذه المبادرة ضمن الهدف الوطني الطموح المتمثل في بلوغ حصة 52% من الطاقات المتجددة ضمن المزيج الطاقي الوطني بحلول عام 2030، أي ما يعادل 6000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية النظيفة.
وقد تم توقيع مرسوم إحداث الشركة الجديدة من طرف وزيرة الاقتصاد والمالية نادية فتاح العلوي، وحدد المرسوم رأسمال الشركة في 300 ألف درهم، على شكل شركة مساهمة مملوكة بالكامل لمازن أو لإحدى فروعها، مما يضفي مرونة مؤسساتية على تنفيذ المشروع.
وكان مشروع “نور أطلس” قد نُقل سنة 2021 من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) إلى وكالة “مازن”، بعد تعثرات في التنفيذ، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.
ومن شأن إحداث الشركة الجديدة أن يُعطي دفعة قوية للمشروع من خلال تجاوز الإكراهات التقنية والإدارية التي حالت دون تنفيذه في الآجال المحددة.
وبهذه الخطوة، يعزز المغرب موقعه كأحد الرواد الإقليميين في مجال الطاقة الشمسية، ويخطو بثبات نحو تحقيق أمنه الطاقي والانتقال إلى اقتصاد أخضر ومستدام.