المغرب يسرع جهود تحلية المياه بمشاريع عملاقة لتجاوز تحدي ندرة المياه

في خطوة هامة تعكس تسارع المغرب نحو تعزيز بنيته التحتية لمواجهة ندرة المياه جراء سنوات الجفاف المتواصلة، أعلنت شركة “Lipu Industry” الصينية عن توقيع عقد مع المملكة المغربية لتنفيذ مشروع ضخم لتحلية مياه البحر، بطاقة إنتاجية تصل إلى 548 ألف طن يومياً.

يأتي ذلك في إطار استراتيجية المملكة للتصدي لمشكلة المياه.

ووفقاً لمصادر إعلامية صينية، فإن الشركة الصينية، التابعة لمعهد “هاربين” للأكاديمية الصينية لمواد البناء، نجحت في الفوز بمشروع تحلية مياه البحر في المغرب، وهو ما يعكس خطوة استراتيجية نحو تعزيز قدرة “Lipu” على توسيع أعمالها عالمياً.

وأضافت المصادر أن المشروع سيعزز قدرة المغرب على مواجهة مشكلة نقص المياه، التي باتت تحدياً أساسياً أمام التنمية المستدامة في البلاد.

كما أكدت التقارير أن المشروع سيحقق فوائد اجتماعية وبيئية كبيرة، حيث سيوفر مياه شرب نظيفة وآمنة للمواطنين، ما سيعزز من الاستقرار الاقتصادي والبيئي للمغرب.

وتلتزم “Lipu” بمواصلة الابتكار والاهتمام بجودة التنفيذ لضمان نجاح المشروع وتحقيق أهدافه على الأرض.

ومن جانب آخر، أعلن وزير التجهيز والماء، نزار بركة، عن إطلاق دراسة مشروع محطة جديدة لتحلية مياه البحر في منطقة سوس-ماسة، بسعة إنتاجية تصل إلى 350 مليون متر مكعب سنوياً، مشيراً إلى أن هذه الخطوة جزء من خطة شاملة لتوسيع شبكات تحلية المياه في المملكة.

ويأتي هذا في وقت يتوقع فيه المغرب دخول محطة تحلية مياه البحر في الداخلة حيز التشغيل في 2025، مع قدرة إنتاجية تصل إلى 37 مليون متر مكعب سنوياً، منها 30 مليون متر مكعب مخصصة للسقي و7 ملايين متر مكعب للماء الصالح للشرب.

تضاف هذه المشاريع إلى الجهود المستمرة، حيث يضم المغرب حالياً 14 محطة تحلية مياه بحر تعمل بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 192 مليون متر مكعب سنوياً، فيما تواصل المملكة العمل على إنشاء محطات جديدة تعزز من قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 1490 مليون متر مكعب سنوياً في المستقبل القريب.

تعد هذه المشاريع جزءاً من استراتيجية وطنية تهدف إلى التكيف مع حالات الجفاف والتحديات المائية، في وقت يشهد فيه العالم تغيرات بيئية تهدد الموارد المائية.