المغرب محطة واعدة لصناعة السيارات الكهربائية في مواجهة الرسوم الأوروبية
مع تصاعد التوترات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي بسبب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية، تبرز المملكة المغربية كوجهة صناعية جذابة تستفيد من هذه الفرصة لتغيير وجه اقتصادها.
يتميز المغرب بتكاليف عمالة منخفضة تنافس تلك الصينية، فضلاً عن موقع جغرافي استراتيجي يربطه بأوروبا عبر مضيق جبل طارق، واتفاقيات تجارية ميسّرة مع الاتحاد الأوروبي تعزز من جاذبيته للمستثمرين.
تتحول مشاهد القطارات المحملة بسيارات رونو من ميناء طنجة نحو الأسواق الأوروبية إلى رمز حقيقي للتطور الصناعي في المغرب، الذي تحوّل من بلد يعتمد أساسًا على الصادرات الزراعية والفوسفات إلى لاعب رئيسي في قطاع السيارات بأفريقيا، مع طموح واضح للوصول إلى مراكز متقدمة على الصعيد العالمي.
ويُتوقع أن يتجاوز المغرب إنتاج إيطاليا من السيارات بحلول عام 2028، ويقترب من مستويات فرنسا، مما يضعه في منافسة قوية مع كبار المصنعين الأوروبيين، وفقًا لتقرير موقع “autobild” الإسباني.
شهدت صناعة السيارات المغربية نموًا متواصلًا خلال العقد الماضي، مستقطبة استثمارات كبيرة من أوروبا والصين على حد سواء. ويرى الخبراء أن المغرب قادر على مضاعفة حجم إنتاجه في السنوات القادمة، ما سينعكس بشكل إيجابي على الناتج المحلي الإجمالي.
ولا يقتصر التأثير الإيجابي على المغرب وحده، بل يمكن أن تستفيد دول مجاورة مثل إسبانيا من ارتفاع القوة الشرائية للمستهلك المغربي، الأمر الذي قد يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات الإسبانية، مما ينعش اقتصادها.
لكن هذه التطورات تمثل تحديًا لأوروبا، حيث يتحول المغرب إلى مركز صناعي جذاب للسيارات الكهربائية، بفضل موقعه القريب من السوق الأوروبية وتكاليف الأجور المنخفضة التي لا تتجاوز 300 يورو شهريًا، مما يجعله خيارًا منافسًا للمستثمرين الذين كانوا يفضلون إسبانيا.
في عام 2023، ارتفع إنتاج السيارات في المغرب بنسبة 15% ليصل إلى أكثر من 500,000 وحدة، متجاوزًا دولًا أوروبية مثل المجر ورومانيا، ومقتربًا من بولندا، وفقًا لصحيفة El Economista.
كما شهدت صادرات قطاع السيارات المغربي نموًا ملحوظًا، حيث بلغت 141.7 مليار درهم (حوالي 13 مليار يورو) في 2023، مقارنة بـ111.2 مليار درهم في 2022، بزيادة بلغت 27%.
ويُتوقع أن يصل الإنتاج إلى مليون سيارة بنهاية 2025، و1.4 مليون بحلول 2028، مع احتمالية تجاوز إنتاج إيطاليا والوصول إلى مستوى فرنسا، مما يعزز موقع المغرب كقوة صناعية صاعدة في قطاع السيارات على الصعيد الدولي.
