المجر تعرقل تجديد العقوبات على روسيا في ظل توترات حول إمدادات الطاقة
فشل المبعوثون الأوروبيون في تجديد العقوبات ضد روسيا خلال اجتماعهم اليوم، حيث أثارت بودابست قلقًا بشأن أمن الطاقة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الموضوع.
من المتوقع أن يناقش وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي هذه القضية يوم الاثنين المقبل، في اجتماع مقرر قبل أيام من انتهاء العقوبات في 31 يناير الجاري.
وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي يعد من المقربين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد صرح سابقًا بأنه يفضل تأجيل قرار تجديد العقوبات على روسيا حتى بعد التنصيب الرئاسي. وكانت هذه الخطوة تعتبر روتينية في كل فترة ستة أشهر.
إلا أن حكومة بودابست فوجئت هذا الأسبوع بتصريحات من ترامب تهدد بفرض مزيد من العقوبات على روسيا في حال لم يتوصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى “اتفاق” لإنهاء حربه في أوكرانيا.
في الوقت الراهن، تحول التركيز في المجر إلى قضية أوكرانيا وقرارها عدم تجديد نقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد انتهاء العقد طويل الأمد في نهاية الشهر الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه رفض السماح بتوريد الغاز الذي يمكن أن يساهم في تمويل روسيا، بينما ألقى أوربان باللوم على أوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة في بلاده.
وفي تصريح إذاعي اليوم، أكد أوربان أن الاتحاد الأوروبي يدرس طلبه، مما دفعه لإيقاف العمل على تجديد العقوبات على روسيا. وأوضح أن التكتل الأوروبي بحاجة إلى موافقة إجماع من 27 دولة لتجديد العقوبات.
وقال أوربان: “إذا كانت أوكرانيا تريد مساعدتنا، على سبيل المثال من خلال فرض عقوبات على روسيا، فلتفتح طريق الغاز مرة أخرى”، مضيفًا أن “اتصالاً هاتفياً من بروكسل” يمكن أن يحل القضية.
أثار أوربان استياء نظرائه في الاتحاد الأوروبي في قمة الشهر الماضي عندما امتنع عن دعم تجديد العقوبات على روسيا، على الرغم من دعوته المستمرة منذ غزو موسكو لأوكرانيا قبل حوالي ثلاث سنوات إلى إنهاء العقوبات.
كما طلب أوربان ضمانات من أوكرانيا بأن خط الغاز البديل إلى المجر، الذي يمر عبر “تركستريم”، سيكون محميًا من أي هجمات محتملة، وكذلك حماية طرق إمدادات النفط إلى المجر.
وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو أشار في تصريحات أمس إلى أن المجر تخطط للتشاور مع إدارة ترامب قبل اتخاذ قرارها النهائي بشأن موقفها من العقوبات على روسيا.
فيما أشار دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي إلى أنه لا توجد خطة بديلة حتى الآن في حال استمر أوربان في موقفه.