الاقتصاديةالعملات الرقمية

العملات المستقرة تطرق أبواب البنوك: هل بدأ العد التنازلي لنهاية الودائع التقليدية؟

رغم أن العملات المستقرة لم تصل بعد إلى مستوى يجعلها بديلاً حقيقياً للودائع المصرفية التقليدية، إلا أن هذا الواقع قد يتغير قريبًا، بحسب ما رجحه محللو بنك “مورغان ستانلي”.

في الوقت الراهن، لا توفر هذه العملات ميزات تقليدية مثل ضمان الودائع أو دفع الفوائد، لكنها تمتاز بخصائص تجعلها مغرية، لا سيما للمؤسسات المالية الكبرى.

أبرز تلك الخصائص هو قدرتها على تنفيذ التسويات المالية بشكل فوري تقريباً، إضافة إلى إتاحتها الوصول العالمي إلى الدولار دون الحاجة إلى المرور عبر الأنظمة المصرفية التقليدية.

وحذّر محللو “مورغان ستانلي”، بقيادة بيتسي إل. غراسيك، من شعور البنوك الزائف بالأمان، مشيرين إلى أن بعضها بدأ بالفعل في اتخاذ خطوات استباقية، عبر تطوير نماذج جديدة مثل الودائع المُرمّزة.

مثال على ذلك بنك “جي بي مورغان” الذي أطلق عملة “JPM Coin”، ويستعد لإطلاق نسخة محدثة تُعرف باسم “JPMD”.

اللافت أن العملات المستقرة بدأت تُحدث تغييرات ملموسة في أسواق التمويل القصير الأجل. فعلى سبيل المثال، احتفظت “تيثر”، أكبر عملة مستقرة في العالم، بما يعادل 66% من احتياطاتها في أذون الخزانة الأمريكية حتى مارس 2025، وهو ما يشكل نحو 2% من إجمالي هذا السوق الحيوي.

وبحسب التقرير، فإن النمو المتواصل لهذه العملات يمكن أن يدفع إلى زيادة الطلب على أدوات الدين قصيرة الأجل، ويمنح وزارة الخزانة الأمريكية مرونة أكبر في إصدار السندات.

ومع أن قانون “GENIUS” يمنع العملات المستقرة من دفع فوائد ويصنف حامليها كدائنين غير مضمونين، إلا أن التشابه بينها وبين صناديق سوق المال يظل واضحاً. فكلاهما يقدم أدوات مالية مدعومة بأصول سائلة عالية الجودة تهدف للحفاظ على استقرار القيمة.

لكن الفارق الرئيسي يكمن في العوائد والملكية: إذ تسمح صناديق سوق المال للمستثمرين بالحصول على عائد مالي وامتلاك وحدات تُشبه الأسهم، في حين تحافظ العملات المستقرة على ربطها المباشر بالعملة الورقية – غالباً الدولار – دون عائد.

في أوقات الأزمات أو التقلبات، يتجه المستثمرون نحو هذين النوعين من الأصول بحثاً عن الاستقرار، وهو ما يعزز من مكانة العملات المستقرة في النظام المالي العالمي، وربما يمهد الطريق لتحول جذري في مفهوم “الودائع”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى