الطلب على النحاس يتسارع وسط طفرة الطاقة النظيفة وضعف الاستثمارات في الإمدادات

يشهد النحاس حالياً موجة طلب متزايدة بوتيرة تفوق التوقعات، مدفوعة بتسارع التحول نحو الطاقة النظيفة وتوسع رقمنة البنية التحتية، وهو ما يدفع الحكومات والشركات لضخ مليارات الدولارات في تحديث وتوسعة شبكات الكهرباء حول العالم.
في المقابل، تواجه إمدادات النحاس تحديات كبيرة، نتيجة محدودية الاستثمارات في تطوير مناجم جديدة، خاصة في الدول الرئيسية المنتجة مثل تشيلي وجمهورية الكونغو الديمقراطية. هذا الاختلال بين العرض والطلب ينذر، بحسب محللين، بمرحلة طويلة من ارتفاع الأسعار.
وبحسب تقرير لوكالة “رويترز”، يتوقع عدد من المحللين أن تتجاوز أسعار النحاس حاجز 12 ألف دولار للطن قبل نهاية هذا العقد، أي بزيادة تقارب 23% عن المستويات الحالية البالغة نحو 9,700 دولار للطن، مدفوعة بارتفاع الطلب وصعوبة تعويض النقص في الإمدادات.
ورغم محاولات بعض الصناعات البحث عن بدائل، يظل النحاس خياراً لا غنى عنه بفضل توصيليته الكهربائية الممتازة، ومتانته، وتعدد استخداماته في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، السيارات الكهربائية، والبنية التحتية الرقمية.
وتُظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن الاستثمارات في شبكات الكهرباء من المتوقع أن تتجاوز 400 مليار دولار خلال العام الجاري، بعد أن سجلت رقماً قياسياً بلغ 390 مليار دولار في عام 2024، ما يعكس الزخم العالمي المتزايد نحو كهربة الأنظمة الاقتصادية.
وفي السياق ذاته، تتوقع مؤسسة “بي إم آي” أن يرتفع الطلب العالمي على النحاس لأغراض توليد ونقل الطاقة إلى نحو 14.87 مليون طن متري بحلول عام 2030، مقارنة بـ12.52 مليون طن متري في عام 2025، وهو ما يشير إلى فجوة مستقبلية متزايدة بين العرض والطلب، ستدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة ما لم تُعالج اختناقات الإنتاج سريعاً.