الطلب العالمي على الغاز المسال يستعيد زخمه مع دخول إمدادات جديدة وخفض الأسعار

تشهد أسواق الغاز الطبيعي المسال موجة تفاؤل جديدة، إذ يتوقع خبراء الصناعة أن يعود الطلب العالمي إلى النمو مع تدفق إمدادات إضافية خلال الفترة المقبلة، ما قد يؤدي إلى تراجع الأسعار وتحفيز النشاط التجاري في الأسواق الرئيسة.
وخلال مؤتمر لأسواق الغاز في آسيا، أكد مسؤولون تنفيذيون أن دخول مشاريع إنتاج جديدة سيعزز وفرة الإمدادات، مما قد يدفع الأسعار نحو مستويات أدنى تشجع المشترين، خصوصًا في الأسواق الحساسة للسعر مثل الصين والهند ودول جنوب شرق آسيا.
وقال محمد عارف، رئيس وحدة الغاز الطبيعي المسال لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة يونيبر، إن الطلب سيزداد تدريجيًا عندما تنخفض الأسعار إلى ما دون سبعة إلى ثمانية دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو المستوى الذي يعتبر محفزًا رئيسيًا لزيادة الشراء.
ويبلغ سعر الغاز الطبيعي المسال حاليًا في السوق الفورية الآسيوية نحو 11.20 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، ما يترك مجالًا كبيرًا لهبوط الأسعار في حال ارتفاع الإمدادات.
من جانبه، أوضح بنجامين كومنينوس، مدير تنسيق محفظة التجارة لدى شينير، أن الأسواق الآسيوية الكبرى تمتلك إمكانات هائلة للنمو، مشيرًا إلى احتمال مضاعفة واردات الصين والهند خلال العقد المقبل.
كما لفت إلى أن أوروبا، التي فقدت نحو 80 مليار متر مكعب من الطلب على الغاز منذ الحرب الروسية الأوكرانية، قد تشهد عودة تدريجية لاستخدام الغاز الصناعي مع تحسن الأسعار.
وفي السياق ذاته، شدد سيد بامباوالا، مدير وحدة التجارة العالمية للغاز المسال لدى إكسون موبيل آسيا والمحيط الهادئ، على أن زيادة السيولة والمرونة في السوق أصبحت من السمات البارزة، إذ تستمر عمليات البيع والشراء بوتيرة نشطة بغض النظر عن مستوى الأسعار.
ويشير هذا الاتجاه إلى أن السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال تدخل مرحلة جديدة تتسم بتنافسية أعلى وتنوع أكبر في مصادر الإمداد، ما قد يسهم في استقرار الأسعار وتعزيز أمن الطاقة عالميًا خلال السنوات المقبلة.




