الاقتصادية

الطريق إلى الثراء: كيف يمكن لعقليتك المالية أن تفتح لك أبواب النجاح؟

في عالم تتلاطم فيه أمواج الحياة وتسعى فيه كل نفس لتحقيق الاستقرار المالي، قد يبدو الطريق إلى الثراء حلمًا بعيد المنال.

لكن، الخبير المالي الأمريكي “همفري يانج” يكشف لنا عبر مقطع فيديو شائع على يوتيوب حقيقة مغايرة تمامًا، حيث يؤكد أن الثراء ليس حكرًا على محض الحظ أو الصدفة، بل هو نتيجة عقلية مالية متميزة وعادات ثابتة تُصاغ وتُحسن يومًا بعد يوم.

يلخص يانج في دراسته 7 فروقات جوهرية بين الأثرياء وغيرهم، وهي بمثابة بوصلة توجه علاقاتهم بالمال، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لأولئك الذين يطمحون لتغيير وضعهم المالي بشكل جذري.

الأمر الأساسي الذي يؤكد عليه يانج هو أن الفرق ليس في مقدار المال الذي يمتلكه الشخص، بل في الطريقة التي يُدير بها هذا المال وكيفية تفكيره فيه.

يرى الأثرياء أن المال أداة قوية ومرنة لبناء مستقبل مستقر وطويل الأمد، بدلاً من كونه وسيلة لملء الرغبات المؤقتة والعابرة.

7 فوارق جوهرية بين الفقراء والأثرياء

الأثرياء لا يستعرضون ثرواتهم

– ينزع الأثرياء إلى ما يُعرف بـ “الثراء الخفي”؛ فلا يسعون إلى استعراض ما يملكون من سيارات فارهة، أو ملابس وحقائب من أشهر الماركات، أو قضاء عطلات باهظة التكاليف بغية إثارة إعجاب الآخرين.

– فهم يفضلون التواضع، وقد بلغوا مرتبة الحرية المالية والاستقلالية بفضل تجنبهم للإنفاق على الكماليات والرغبات العابرة.

– أما الفقراء، فعندما تتدفق عليهم الأموال لأول مرة، يميلون غالباً إلى الإنفاق المسرف على أشياء يعتقدون أنها ستمنحهم مكانة اجتماعية معينة. وهذا، للأسف، هو أسرع طريق نحو الفقر.

اجعل المال خادمك لا سيدك

– يتبنى الأثرياء قاعدة ذهبية مفادها: دع مالك يعمل لأجلك بجدّ، بينما أنت تركز على تنميته وصونه.

– فهم لا يسرفون في إنفاق كل أموالهم، بل يحرصون أشد الحرص على ادخار جزءٍ منها وتوجيهها نحو استثمارات ذكية في أدوات مالية متنوعة تَعِدُ بعوائد مجزية على المدى الطويل، فتصبح مدخراتهم بذورًا لثرواتٍ مستقبلية.

– أما الآخرون، فيقعون في شرك الاستهلاك اللحظي والرغبة في إشباع الحاجات الآنية، غافلين عن أن المدخرات هي اللبنة الأولى والضرورية في بناء الثروة.

– ويشير يانج إلى أن امتلاك محفظة استثمارية تتجاوز المئة ألف دولار قد يكون بمثابة نقطة تحول حاسمة نحو نمو مالي مستدام لا يتوقف.

لذة اليوم العابرة أم ثروة الغد الباقية

– من أبرز ما يميز الأثرياء قدرتهم الفائقة على كبح جماح الرغبات الآنية وتأجيل إشباعها لصالح أهداف مستقبلية أسمى، تتطلب صبرًا ورؤية بعيدة المدى.

– إنهم لا ينساقون وراء الإنفاق المدفوع بالعاطفة، ولا يقعون في فخ القرارات الشرائية المتسرعة، لأنهم يدركون بعمق أن الاستثمار في المستقبل وبناء أساس مالي قوي يحمل قيمة تفوق بكثير لحظة تسوق عابرة أو شراء متهور يمنح شعورًا زائفًا بالسعادة.

– في المقابل، يجد الكثير من ذوي الدخل المحدود أنفسهم أسرى للرغبة السريعة في الاقتناء والامتلاك، مما يعيق بشكل كبير قدرتهم على بناء أي شكل من أشكال الثروة أو الادخار للمستقبل.

الأصول لا المشتريات… هذا هو لبّ الحكاية

– يوجه الأثرياء بوصلة أموالهم نحو اقتناء الأصول التي تتنامى قيمتها مع الزمن أو تدر عليهم دخلاً مستمراً، من أسهمٍ واعدة، وعقاراتٍ مدرةٍ للإيجار، وصناديق استثمارية متنوعة تنمو وتتضاعف.

– في المقابل، يكتفي العديد من البسطاء بإيداع أموالهم في حسابات توفير عادية، غافلين عن حقيقة أن قُوى التضخم تعمل ببطء على التهام هذه المدخرات وتقليص قوتها الشرائية يوماً بعد يوم.

– إن الاستثمار الذكي في الأصول هو حجر الزاوية، والركيزة الأساسية، في بناء صرح الثروة الحقيقية التي لا تندثر مع مرور الوقت.

يتطلب المال إدارة دقيقة

– لا يترك الأثرياء مستقبلهم المالي للصدفة أو لتقلبات الظروف؛ إنهم يمسكون بزمام أمورهم المالية بحزم ويقظة، يعرفون إلى أين تذهب أموالهم بالتحديد، ويضعون خططاً مالية صارمة وممنهجة لإدارتها وتنميتها، تماماً كما يحتاج القلب إلى نبض منتظم ليؤدي وظيفته بكفاءة.

– ويقدم يانج قاعدة 60/30/10 كنموذج ناجحٍ للإدارة المالية الواعية: 60% للنفقات الأساسية التي لا غنى عنها، 30% للرغبات التي تحسّن جودة الحياة وترفع من رفاهيتها، و10% – وهي النسبة الأهم والأكثر تأثيرًا على المدى الطويل – للادخار والاستثمار للمستقبل.

– يؤكد يانج أن الالتزام بهذه النسبة الأخيرة وحدها كفيل بأن يوصلك إلى مرتبة المليونير في غضون بضعة عقود، إن كنت قادراً على الصبر والمثابرة والانضباط المالي.

الائتمان صديق لمن يحسن عشرته، وعدو لمن يسيء استخدامه

– يُعدّ سجل الائتمان الممتاز أحد أهم الأدوات التي يمتلكها الأثرياء ويستخدمونها بذكاء لتحقيق أهدافهم المالية.

– فهم ليسوا من هواة تكديس الديون غير المبررة، بل يلتزمون بتسديد ديونهم بانتظام وفي الوقت المحدد، ويحرصون على استخدام نسبة ضئيلة جداً من رصيدهم الائتماني المتاح للحفاظ على سمعتهم الائتمانية قوية.

– لماذا؟ لأن هذا السلوك المالي الحصيف يفتح لهم أبواب الحصول على قروض وتمويل بشروط ميسرة للغاية وفائدة منخفضة عند الحاجة للاستثمار أو التوسع.

– أما من يقعون في دوامة الديون الاستهلاكية المتراكمة بفوائدها المرتفعة، فيدفعون ثمناً باهظاً ينهك مواردهم، ويخسرون بالتالي فرصاً مالية واعدة كان يمكن أن تغير مسار حياتهم.

رحلة التعلم لا تتوقف… هي وقود الثروة

– لا يضع الأثرياء نقطة في نهاية مسارهم التعليمي بمجرد ترك مقاعد الدراسة؛ إنهم دائمو البحث عن المعرفة، ويحرصون على دراسة الكتب المتخصصة في المال والأعمال والاقتصاد، والاستماع إلى المدونات الصوتية (البودكاست) التي تثري مداركهم، والمشاركة في ورش العمل والدورات التدريبية التي تطوّر مهاراتهم، وتعزيز شبكاتهم الاجتماعية والمهنية باستمرار للاستفادة من الخبرات وتبادل الأفكار.

– يمنحهم هذا الانخراط المعرفي المتواصل القدرة على فهم أعمق لأسواق المال المتغيرة، واتخاذ قرارات استثمارية وإدارية أكثر حكمة وملاءمة، مما يبقيهم دائماً في طليعة المشهد الاقتصادي ويساعدهم على اغتنام الفرص وتجنب المخاطر.

– في المقابل، من يرتضي التوقف عن التعلم وتطوير الذات، فإنه يختار الركود والجمود… ويبقى رهين واقعه المالي الحالي غير القادر على التغيير.

 

وبالتالي، فإن الانتقال من حالة ضيق ذات اليد إلى الثراء ليس مجرد مصادفة أو ضربة حظ، بل هو نتاج تراكم عادات مالية مدروسة ومنضبطة يتم تبنيها يومًا بعد يوم.

كما يُظهر يانج ببراعة أن الرحلة نحو الثروة الحقيقية لا تبدأ من حسابك البنكي، بل من أعماق تفكيرك وثقتك بقدرتك على خلق الثروة والحفاظ عليها وتنميتها.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى