الاقتصادية

الصين تلوّح بخفض إنتاج الصلب: هل يشهد السوق العالمي انفراجاً قريباً؟

في تطور قد يكون له تداعيات واسعة على أسواق المعادن، كشفت تقارير إعلامية عن احتمالية توجه الصين نحو خفض إنتاجها المحلي من الصلب، وهو ما قد يمثل انفراجة مرتقبة للأسواق العالمية التي تعاني منذ سنوات من فائض المعروض وضغوط الأسعار.

ووفقاً لتحليلات صادرة عن مؤسسة “يو بي إس”، فإن الزيادة الكبيرة في صادرات الصلب الصينية خلال الأعوام الأخيرة—مدفوعة بانكماش الطلب الداخلي المرتبط بأزمة القطاع العقاري—أسهمت في انخفاض الأسعار العالمية، ما دفع عدة دول، مثل الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، إلى تبني إجراءات حمائية لصناعاتها الوطنية.

وتشير التقارير إلى أن السلطات الصينية طلبت من مصانع الصلب في مدينة تانغشان تقليص إنتاج عملية التلبيد بنسبة 30% خلال الفترة ما بين 4 و15 يوليو، ما يعادل خفضاً يومياً يناهز 30 ألف طن. وتُعد عملية التلبيد خطوة أساسية في إنتاج الصلب، حيث يتم فيها تحويل جزيئات المعادن إلى كتل صلبة باستخدام الحرارة.

ورغم أن التأثير الفوري لهذا الإجراء قد يكون محدوداً، يرى محللو “يو بي إس” أن هذه الخطوة تحمل دلالة على استعداد الحكومة الصينية للتحرك في اتجاه تقليص العرض، مما يعزز التوقعات باتخاذ خطوات أوسع مستقبلاً لتقليص الطاقة الإنتاجية للصلب.

وفي خطاب حديث، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة تحسين جودة إنتاج الصلب في بلاده، داعياً إلى التخلص التدريجي من المنشآت القديمة بما يواكب التحولات الصناعية ويعزز الكفاءة البيئية.

لكن محللي “يو بي إس” حذروا من أن أي إصلاحات قد تواجه مقاومة من داخل القطاع، خاصة في ظل استمرار مستويات التصدير المرتفعة. ففي الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، سجلت صادرات الصلب الصينية ارتفاعاً بنسبة 9% على أساس سنوي، لتصل إلى 48.5 مليون طن.

وحتى تتضح ملامح السياسة الصينية المقبلة بشأن خفض الإنتاج، يوصي المحللون بالتركيز على أسهم الشركات العاملة في أسواق تبنّت بالفعل إجراءات وقائية فعالة وأظهرت استقراراً في هوامش أرباحها، مثل Nucor، وSteel Dynamics، وGerdau، وSSAB.

إذا ما تم تفعيل الإصلاحات الصينية، فإنها قد تشكل نقطة تحول مهمة في مشهد صناعة الصلب العالمية، وتضع حداً لفترة طويلة من اضطراب التوازن بين العرض والطلب.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى