الصين تطلق خطة شاملة لإعادة تأهيل العمالة الريفية ومواجهة تحديات الشيخوخة والهجرة الحضرية

في خطوة استراتيجية لمواجهة الضغوط الاقتصادية والديموغرافية المتزايدة، كشفت الصين، اليوم الاثنين، عن خطة وطنية تتضمن 14 إجراءً محددًا لتعزيز تأهيل العمالة الريفية وتحسين فرص اندماجها في سوق العمل الحديث، وفقًا لما أوردته قناة “سي سي تي في” الرسمية.

الخطة، التي أُطلقت بتعاون مشترك بين وزارات رئيسية مثل وزارة التجارة ولجنة التنمية الوطنية والإصلاح، تأتي بعد إعلان سابق في أبريل عن برنامج يمتد لعشر سنوات لبناء “قوة زراعية كبرى”، في ظل تحديات متعددة تشمل التباطؤ الاقتصادي، التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، وتأثيرات التغير المناخي.

تركز المبادرة الجديدة على إعادة تدريب الملايين من العمال الريفيين الذين هاجروا إلى المدن ويُقدّر عددهم بنحو 300 مليون شخص، من بينهم حوالي 100 مليون مقبلون على سن التقاعد خلال العقد المقبل.

وتسعى الخطة إلى تحقيق نقلة نوعية في أوضاع هؤلاء العمال من خلال توفير التعليم المهني، وتحسين خدمات البحث عن عمل، وضمان السكن، إلى جانب منحهم حقًا متساويًا في الاستفادة من الخدمات العامة في المناطق الحضرية، مما يسهّل عملية اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي.

كما تشمل الخطة دعم الخريجين الجامعيين من المناطق الريفية وتشجيعهم على الدخول في مجالات ريادة الأعمال، في محاولة لخلق فرص تنموية متوازنة بين الريف والحضر.

وفي هذا السياق، صرّح تسوو يونهان، نائب مدير مكتب البحوث الاقتصادية في المركز الوطني للمعلومات، بأن هذه المبادرة ستُحسّن من جودة القوى العاملة وتُعزز قدرة سوق العمل الصيني على تلبية احتياجاته المتغيرة.

تُعد هذه الخطة جزءًا من استراتيجية أوسع للصين لتعزيز الأمن الاجتماعي وتقليص الفجوة التنموية بين الريف والمدن، خصوصًا في ظل تحول ديموغرافي سريع قد يهدد التوازن في سوق العمل الوطني خلال السنوات القادمة.