الصندوق السيادي الكويتي يبيع حصة بـ3.1 مليار دولار في بنك أوف أميركا
في خطوة تُعد من أبرز تحركاته المالية خلال العام، باع الصندوق السيادي الكويتي (الهيئة العامة للاستثمار) حصة بقيمة 3.1 مليار دولار في “بنك أوف أميركا كورب” عبر صفقة خاصة نفذت ليلاً باستخدام آلية الصفقات الكبرى، بحسب مصادر مطلعة رفضت الكشف عن هوياتها نظراً لخصوصية التفاصيل.
وبحسب المصادر، جرى تسعير الأسهم في الصفقة عند 47.95 دولاراً للسهم الواحد، وهو أدنى مستوى ضمن النطاق الذي تم عرضه للمستثمرين، ما يعني خصماً بنسبة 1.5% عن سعر إغلاق سهم “بنك أوف أميركا” يوم الإثنين البالغ 48.66 دولاراً.
وعلى خلفية الأنباء، انخفض السهم إلى 46.76 دولار، قبل أن يتراجع بنسبة 3% لاحقاً إلى 47.21 دولاراً خلال تعاملات منتصف الثلاثاء في بورصة نيويورك.
وتولت “غولدمان ساكس” مهمة تنفيذ الصفقة، بينما رفض ممثلو البنك الأمريكي والبنك المنفذ والصندوق السيادي الكويتي التعليق على التفاصيل.
تعد هذه الصفقة ثاني عملية تصفية رئيسية ينفذها الصندوق السيادي الكويتي في أقل من أسبوع، بعد أن كشفت بلومبرغ الجمعة الماضية عن بيعه حصة بقيمة 3.4 مليار دولار في شركة التأمين “AIA Group” التي تتخذ من هونغ كونغ مقراً لها.
وتعود علاقة الهيئة العامة للاستثمار بـ”بنك أوف أميركا” إلى عام 2008، حين قدمت دعماً كبيراً لشركة “ميريل لينش” عبر استثمار ملياري دولار في أسهم ممتازة تم تحويلها لاحقاً إلى أسهم عادية، قبل أن يستحوذ “بنك أوف أميركا” على الشركة رسمياً في صفقة أُبرمت عام 2009.
جدير بالذكر أن شركة “بيركشاير هاثاواي” التابعة للمستثمر الشهير وارن بافيت فقدت مكانتها كأكبر مساهم في “بنك أوف أميركا” في وقت سابق من هذا العام، بعد أن خفضت حصتها إلى 8.4% ببيع قرابة 48.7 مليون سهم خلال الربع الأول، وفقًا لإفصاح تنظيمي صدر في مايو. وتعد شركة “فانغارد غروب” الآن أكبر مساهم في البنك الأمريكي.
وتشير هذه التحركات إلى إعادة ترتيب واضحة في استراتيجيات كبار المستثمرين العالميين في القطاع المالي، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية.