الصادرات الفلاحية تسجل قفزة تاريخية بـ 36.8% وتتجاوز 30 مليار درهم خلال صيف 2025

حقق القطاع الفلاحي المغربي أداءً تصديريًا استثنائيًا خلال صيف 2025، مسجلاً ارتفاعًا غير مسبوق في قيمة صادراته، ما يعكس انتعاشًا ملموسًا للزراعة والحياة الحيوانية والموارد البحرية.
كشفت مذكرة الظرفية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والمالية أن قيمة الصادرات الفلاحية تجاوزت 30.3 مليار درهم خلال شهري يوليوز وغشت، مسجلة زيادة بنسبة 36.8% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
ويعكس هذا النمو القوي تحسن الإنتاج الزراعي وتنوع سلاسل القيمة الوطنية، ما يعزز مكانة القطاع كقاطرة رئيسية للاقتصاد الوطني.
أسهم تحسن الإنتاج الزراعي بشكل كبير في هذا الأداء، حيث ارتفعت القيمة المضافة للقطاع الفلاحي بنسبة 4.6% خلال النصف الأول من 2025، مقارنة بتراجع 4.7% المسجل في السنة الماضية.
ويعود الفضل في هذا التعافي إلى الزيادة القوية في إنتاجية الحبوب، التي بلغت 43 مليون قنطار مقابل 31.2 مليون قنطار في موسم 2023-2024، مدفوعة بالتساقطات المطرية الجيدة وتحسن الغطاء النباتي، ما خفف من آثار سنوات الجفاف المتتالية.
وشهد القطاع الحيواني مؤشرات إيجابية لافتة، حيث أظهر الإحصاء الوطني للقطيع، المنجز بين يونيو وغشت 2025، ارتفاع عدد رؤوس الماشية إلى نحو 32.8 مليون رأس، في إطار البرنامج الوطني لإعادة تكوين القطيع.
هذا النمو يعكس تعافيًا تدريجيًا لهذا النشاط الحيوي بعد التأثر بالجفاف الطويل. كما تحسنت الوضعية المائية، حيث بلغت نسبة ملء السدود 32% بحلول 14 أكتوبر، مقارنة بـ 29% في نفس الفترة من العام الماضي، ما يرفع التوقعات الإيجابية للموسم الفلاحي المقبل 2025-2026.
على الرغم من الأداء القوي للزراعة والثروة الحيوانية، شهد قطاع الصيد الساحلي والتقليدي تراجعًا في حجم المفرغات بنسبة 13% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، بسبب انخفاض صيد الأسماك السطحية بنسبة 16.2%.
بالمقابل، سجلت أصناف أخرى زيادات مهمة مثل الأسماك البيضاء (+10.9%)، الطحالب (+23.8%) والمحار، ما يعكس الحاجة إلى تنويع الإنتاج البحري وتعزيز سلاسل القيمة المستدامة.
تؤكد هذه المؤشرات أن القطاع الفلاحي المغربي يواصل تعزيز مكانته كرافعة أساسية للاقتصاد الوطني، مدفوعًا بتحسن الإنتاج وتنوعه، وبجهود الحكومة في اعتماد سياسات إنتاج مستدامة وتدبير متوازن للموارد الطبيعية، ما يعزز القدرة التنافسية للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.




