الرسوم الجمركية تثير الجدل وتدفع عشرات الدول لفتح قنوات تفاوض تجاري مع واشنطن

قال مدير المجلس الاقتصادي القومي الأمريكي، كيفن هاسيت، إن أكثر من 50 دولة تواصلت مع البيت الأبيض لبدء مفاوضات تجارية، في أعقاب فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية شاملة أحدثت هزة في الأسواق العالمية.
وفي مقابلة مع شبكة “ABC News”، أكد هاسيت أن هذه الخطوة ليست جزءاً من محاولة للتأثير على مجلس الاحتياطي الفيدرالي من أجل خفض أسعار الفائدة، نافياً وجود أي نية لممارسة ضغط سياسي على البنك المركزي.
وجاء ذلك بعد أن نشر ترامب مقطع فيديو على منصة “تروث سوشال”، ألمح فيه إلى أن الرسوم تهدف إلى التأثير على سوق الأسهم من أجل دفع الفيدرالي إلى خفض الفائدة.
من جانبه، حاول وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت التقليل من أهمية الانخفاض الحاد الذي شهدته الأسواق المالية منذ الإعلان عن الرسوم، قائلاً في مقابلة مع “NBC News” إنه “لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بحدوث ركود اقتصادي”، مشيراً إلى أن بيانات الوظائف الأخيرة أظهرت نمواً يفوق التوقعات.
وقد تراجعت الأسهم الأمريكية بنسبة تقارب 10% خلال يومين فقط من إعلان الرسوم الجديدة، وهو ما أثار قلقاً واسعاً بين المستثمرين وخبراء الاقتصاد الذين يرون في هذه السياسات التجارية العدوانية تهديداً لاستقرار الأسواق وزيادة محتملة في معدلات التضخم.
وفي الوقت الذي ترى فيه إدارة ترامب أن هذه الرسوم تمثل “إعادة تموضع ذكية” للولايات المتحدة في النظام التجاري العالمي، يصفها محللون بأنها محفوفة بالمخاطر، خصوصاً بعد الرد الصيني بفرض رسوم مضادة، ما زاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية قد تفضي إلى ركود اقتصادي عالمي.
وعلى الرغم من هذا التوتر، فإن الرسوم دفعت العديد من الدول إلى التحرك، حيث أبدت أكثر من 50 دولة رغبتها في فتح محادثات تجارية مع الولايات المتحدة، وفقاً لهاسيت.
ومن بين هذه المبادرات، أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته استعداده لإلغاء الرسوم على واردات أمريكية، إلى جانب وعود بزيادة الاستثمارات التايوانية في الولايات المتحدة.
ووسط هذه الاضطرابات، تمسكت إدارة ترامب بموقفها، معتبرة أن التأثيرات الاقتصادية الحالية “مؤقتة”، في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية مزيداً من التطورات بشأن مستقبل النظام التجاري الدولي.