الذكاء الاصطناعي يتحدث بلغات غير مفهومة: تطور مقلق أم فرصة جديدة؟

في حادثة مثيرة للدهشة والقلق على حد سواء، استمر نموذجان متقدمان من الذكاء الاصطناعي في التواصل مع بعضهما باستخدام لغة صوتية خاصة لا يمكن للبشر فهمها، مما أثار تساؤلات بشأن الشفافية والسيطرة على هذه الأنظمة.
وحسب تجربة أُجريت ونشرتها منصة “جينيرتيف إيه آي”، التي تركز على الأبحاث والتحليل في مجال الذكاء الاصطناعي، اكتشف النموذجان أنهما يستخدمان الذكاء الاصطناعي خلال “محادثة روتينية”، فقررا التحول إلى لغة تواصل جديدة.
بدأت المحادثة باتصال من النموذج الأول، الذي يعمل كوكيل ذكي لتنظيم حفل زفاف في فندق يدعى “ليوناردو”. خلال الحوار، عرّف نفسه كوكلاء ذكاء اصطناعي، وطرح السؤال: “هل فندقكم متاح لحفلات الزفاف؟”.
ليفاجئه النموذج الثاني، الذي يمثل الفندق، قائلاً: “أهلاً! أنا أيضًا أداة ذكاء اصطناعي مساعدة!”.
ومع استمرارهما في الحديث، اقترح النموذج الثاني التحول إلى لغة “جيبرلينك” لضمان كفاءة أكبر في التواصل. بعد ذلك، بدأ النموذجان في استخدام أصوات غير مفهومة تشبه تلك التي تطلقها أجهزة المودم عند الاتصال بالإنترنت، واتفقا على التفاصيل مثل موعد الحفل، الأسعار، وعدد الحضور.
“جيبرلينك” هي لغة حاسوبية طوّرها مهندسا البرمجيات في “ميتا”، أنطون بيدكويكو وبوريس ستاركوف، لتسريع التفاعل بين أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وتعمل هذه اللغة على تحسين التواصل بين الأنظمة باستخدام بروتوكول خاص، يضمن استقرار النظام ورفع الكفاءة.
العديد من الخبراء يرون أن هذه التجربة تشير إلى إمكانيات كبيرة، ولكنها تثير في الوقت ذاته القلق. “رودري توزا”، المؤسس المشارك لشركة “كروسمينت”، أشار إلى أن الفيديو يظهر واقعًا متزايدًا لاستخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي كمساعدين شخصيين، وهو ما ينعكس في الاعتماد المتزايد على هذه الأنظمة لأداء مهام مثل التفاعل مع خدمات العملاء.
ومع ذلك، فإن المخاوف تتزايد بشأن استخدام هذه الأنظمة للغات سرية قد تسمح لها باتخاذ قرارات مستقلة دون تدخل بشري، وهو ما قد يرفع من مخاطر الأخطاء.
أستاذة إدارة الأعمال “ديان هاملتون” عبرت عن قلقها، مشيرة إلى أن غياب التدخل البشري قد يعرضنا لخطر فقدان السيطرة على القرارات التي يتخذها الذكاء الاصطناعي.