الذكاء الاصطناعي والمصادر الرقمية..من أين يستمد المعرفة وكيفية ضمان دقتها؟

مع الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، أصبح من الضروري فهم المصادر التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي لتوليد المعلومات والإجابات الدقيقة.

النماذج اللغوية الكبيرة، مثل “شات جي بي تي”، تستخدم كميات هائلة من البيانات الرقمية للوصول إلى نتائج موثوقة وسريعة.

أجرى فريق شركة “سيمرش – Semrush” دراسة شاملة على أكثر من 150 ألف إجابة مولّدة بواسطة النماذج اللغوية الكبيرة، بهدف تحديد المواقع الأكثر استخدامًا كمراجع، وفهم مدى اعتماد هذه الأدوات على المحتوى الذي يقدمه المستخدمون عبر الإنترنت.

أظهرت النتائج أن منصة “ريديت” تأتي في المقدمة، حيث استشهدت بها أدوات الذكاء الاصطناعي في 40.1% من إجاباتها، مما يعكس اعتمادها الكبير على المحتوى التفاعلي والنقاشات العامة المنشورة في المنتديات المفتوحة.

في المرتبة الثانية، جاءت “ويكيبيديا” بنسبة 26.3% من الاستشهادات، مؤكدة مكانتها كمصدر أساسي للمعرفة الموسوعية المدارة من قبل مجتمع واسع من المتطوعين، رغم بعض المخاوف المتعلقة بدقة المعلومات ومحدودية المراجعات الأكاديمية.

إلى جانب المحتوى التفاعلي والموسوعي، تستعين النماذج اللغوية بمواقع متخصصة في البيانات الجغرافية مثل “ماب بوكس” و “أوبن ستريت ماب” لتوفير معلومات دقيقة حول المواقع والخرائط، مما يعزز قدراتها في التحليل المكاني والخرائطي.

يعكس الاعتماد الكبير على محتوى يقدمه المستخدمون في منصات مثل “ريديت” و”فيسبوك” تحديات تتعلق بالدقة والمصداقية.

التجارب السابقة أظهرت أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم أحيانًا معلومات أو نصائح خاطئة، خاصة في المجالات الحساسة مثل الصحة والسلامة العامة.

رغم كفاءة الذكاء الاصطناعي في معالجة كميات ضخمة من البيانات، يبقى التحقق من المصادر الرسمية ومقارنة المعلومات عبر أكثر من مصدر خطوة أساسية قبل اتخاذ أي قرارات مهمة، لضمان دقة وصحة المعلومات التي يعتمد عليها المستخدمون.