الخطوط الملكية المغربية تضع أسساً متينة لتحقيق نمو قياسي في 2025

في ظل بيئة اقتصادية متجددة وفرص توسعية واعدة، تتجه شركة الخطوط الملكية المغربية نحو تحقيق أداء مالي غير مسبوق خلال عام 2025. وتعكس المؤشرات الحالية تحوّلاً مهماً في ديناميكية الشركة، التي تستعد لتحقيق رقم معاملات قد يعادل أو يتجاوز مستويات 2023، وفقاً لمصادر مطلعة.
على الرغم من أن نتائج السنة المالية لن تُغلق رسمياً إلا في أكتوبر المقبل، فإن المؤشرات التشغيلية والمالية تؤكد تحسناً واضحاً مدعوماً بعوامل ظرفية إيجابية واستراتيجية طويلة الأمد تتبعها الشركة.
في عام شهد تقلبات غير مستقرة في أسعار النفط وصعوبات أمنية إقليمية، نجحت الخطوط الملكية المغربية في الاستفادة من استقرار أسعار الكيروسين، ما ساهم في تقليص كلفة الطاقة لتصبح 26% من إجمالي التكاليف التشغيلية مقارنة بـ30% في 2024.
هذا الانخفاض يدعم هوامش الربح الصافي ويخفف الضغوط المالية، في الوقت الذي تستمر فيه الشركة بتعزيز استثماراتها لتوسيع وتحديث أسطولها.
وقد بدأت نتائج خطة توسعة الأسطول، التي تهدف إلى مضاعفته أربع مرات بحلول 2037، تظهر بوضوح، حيث أضافت الشركة 700 ألف مقعد جديد في عرضها الصيفي مقارنة بالصيف الماضي.
هذا التوسع يُتوقع أن يرفع عدد المسافرين إلى ما بين 8 و9 ملايين مسافر في 2025، مقابل 7.4 ملايين مسافر في 2024.
ويمثل هذا النمو نتيجة لزيادة الطلب مع نسب إشغال مرتفعة، مما سمح للشركة برفع أسعار التذاكر وتوليد إيرادات إضافية من خدمات مثل الأمتعة الزائدة، مما يعزز الوضع المالي قبل إغلاق السنة المحاسبية.
استجابةً للضغط المتزايد خلال موسم الذروة، لجأت الخطوط الملكية المغربية إلى كراء طائرات إضافية لضمان تلبية الطلب، خصوصاً مع اقتراب استضافة المغرب لكأس إفريقيا للأمم من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026.
وفي حين أن عائدات نقل نحو 500 ألف مسافر إفريقي في إطار البطولة لن تُدرج ضمن حسابات 2025، إلا أن الأثر المالي المتوقع سيكون واضحاً في 2026، ما يشير إلى استمرار دورة ربحية مستدامة تمتد على عامين متتاليين.
وفي ظل غياب أزمات عالمية مفاجئة أو ارتفاعات غير متوقعة في أسعار النفط، تبقى آفاق الخطوط الملكية المغربية مشرقة مع توقعات بنمو مستمر في الأرباح حتى تنظيم مونديال 2030، مدعومة بخطة تسليم الطائرات بين 2023 و2037، مما يعزز مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في قطاع الطيران إقليمياً وعالمياً.