افتتح الجنيه الإسترليني تعاملاته في السوق الأوروبية يوم الجمعة على ارتفاع أمام سلة من العملات العالمية، مواصلاً تحقيق المكاسب لليوم الثاني على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، ومقتربًا من تسجيل مكسب أسبوعي جديد.
هذا الزخم الإيجابي يأتي في أعقاب صدور بيانات قوية تشير إلى تسارع النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة.
سجل الاقتصاد البريطاني نمواً خلال الربع الأول من عام 2025 بأسرع وتيرة له منذ عام، ما يزيد من الضغوط على صانعي القرار في بنك إنجلترا ويقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب في يونيو.
هذه البيانات الإيجابية قد تدفع البنك إلى تبني موقف أكثر تحفظًا بشأن التيسير النقدي في المرحلة القادمة.
ارتفع الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي بنسبة 0.15% ليصل إلى 1.3319 دولار، مقارنة بسعر افتتاح التعاملات عند 1.3300 دولار، في حين سجّل أدنى مستوى خلال الجلسة عند 1.3299 دولار.
وكان الجنيه قد أنهى تعاملات يوم الخميس على ارتفاع بنسبة 0.35%، في ثاني صعود له خلال ثلاثة أيام، مدعومًا بتفاؤل الأسواق إزاء أداء الاقتصاد البريطاني.
مع اقتراب نهاية الأسبوع، تشير البيانات إلى أن الجنيه الإسترليني ارتفع حتى الآن بنسبة 0.25% مقابل الدولار، ما يضعه على مسار تحقيق ثاني مكسب أسبوعي على التوالي، في ظل تحسن شهية المستثمرين للعملة البريطانية.
أظهرت بيانات رسمية نُشرت يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي البريطاني نما بنسبة 0.7% في الربع الأول من عام 2025، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 0.6%، وبفارق كبير عن معدل النمو البالغ 0.1% المسجل في الربع الأخير من 2024.
أما على أساس شهري، فقد سجل الاقتصاد البريطاني نمواً بنسبة 0.2% في مارس، متفوقًا على توقعات السوق التي كانت تُشير إلى ثبات دون تغيير، وذلك بعد تسجيل نمو بنسبة 0.5% في فبراير.
من المتوقع أن يواصل الاقتصاد البريطاني تحقيق مزيد من التقدم خلال الفصول المقبلة، مدعومًا باستقرار مالي وتحسن في المؤشرات الاقتصادية، لا سيما بعد توصل الحكومة البريطانية إلى اتفاق تجاري كبير مع الولايات المتحدة، يُتوقع أن يسهم في تعزيز الصادرات البريطانية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
