الجنيه الإسترليني ينتعش وسط ضغوط التوقعات بخفض الفائدة في غشت

سجّل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا جديدًا مع بداية تعاملات الجمعة في السوق الأوروبية، مواصلًا مكاسبه لليوم الثاني على التوالي مقابل سلة من العملات الرئيسية، وفي مقدمتها الدولار الأمريكي.
ويأتي هذا الانتعاش بعد تراجعات حادة دفعته لأدنى مستوياته في أربعة أسابيع، مدعومًا بعمليات شراء فنية قبيل صدور بيانات حيوية حول مبيعات التجزئة في بريطانيا لشهر مايو.
ورغم هذا التحسن اللحظي، يبقى الجنيه مهددًا بتسجيل أول خسارة أسبوعية منذ ثلاثة أسابيع، وسط تزايد التوقعات بأن بنك إنجلترا قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم بشهر غشت، خاصة بعد قرارات وتلميحات السياسة النقدية الأخيرة التي أثارت قلق المستثمرين.
ارتفع الجنيه الإسترليني اليوم بنسبة 0.25% إلى 1.3500 دولار، مقارنة بسعر افتتاح بلغ 1.3468 دولار، بعد أن لامس أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 1.3453 دولار.
وكان قد صعد يوم الخميس بنسبة 0.35%، محققًا أول مكسب خلال ثلاثة أيام، بعد ارتداده من مستوى 1.3383 دولار، وهو الأدنى في أربعة أسابيع.
مع اقتراب ختام تعاملات الأسبوع، يظهر الجنيه الإسترليني تراجعًا بنسبة 0.55% مقابل الدولار، ما يجعله على وشك تسجيل خسارته الأسبوعية الأولى منذ منتصف مايو.
أبقى بنك إنجلترا يوم الخميس على أسعار الفائدة دون تغيير عند 4.25%، وهو أدنى مستوى لها منذ مارس 2023، في خطوة متوقعة وسط استمرار الضغوط التضخمية في البلاد.
وقد صوت 6 أعضاء لصالح تثبيت الفائدة، مقابل 3 أعضاء دعوا لخفضها بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما خالف توقعات السوق التي رجّحت دعمًا أكبر لخفض الفائدة.
ويأتي هذا القرار في أعقاب أربعة تخفيضات متتالية منذ غشت 2024، ضمن توجهات البنك لتخفيف السياسة النقدية دون التسبب باضطرابات في الأسواق.
أكد محافظ البنك المركزي البريطاني، أندرو بيلي، أن مسار الفائدة سيكون تدريجيًا نحو الانخفاض، لكنه مشروط ببيانات التضخم وأداء سوق العمل، مشددًا على أن “أي خفض للفائدة لن يكون تلقائيًا، بل مبنيًا على مؤشرات واقعية وتقديرات مدروسة تدعم الاستقرار والنمو”.