العملات

الجنيه الإسترليني يتماسك بعد سلسلة خسائر مع ترقّب بيانات التضخم البريطانية

استعاد الجنيه الإسترليني بعضًا من توازنه خلال تداولات الأربعاء في السوق الأوروبية، مسجلًا ارتفاعًا طفيفًا مقابل سلة من العملات الرئيسية، ومتماسكًا فوق أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، والتي لامسها في جلسة أمس.

ويأتي هذا التحسن وسط عمليات شراء من مستويات منخفضة بعد ثمانية أيام متتالية من الخسائر، وهي أطول سلسلة تراجع للعملة البريطانية منذ مارس 2020.

أثارت التصريحات الأخيرة لمحافظ بنك إنجلترا، أندرو بيلي، موجة من التوقعات الجديدة بشأن السياسة النقدية، بعد أن أشار صراحة إلى أن الاتجاه المقبل للفائدة هو “بلا شك نحو الانخفاض”، مؤكدًا أن البنك المركزي مستعد لتسريع وتيرة خفض الفائدة إذا ما ظهرت مؤشرات أوضح على تراجع النشاط الاقتصادي.

وأوضح بيلي، في حوار مع صحيفة ذا تايمز، أن الركود المحتمل في الاقتصاد – أي عدم تشغيل الاقتصاد بكامل طاقته وارتفاع البطالة – قد يعزز من ثقة صانعي القرار في تراجع التضخم نحو هدف 2% بحلول عام 2026، وهو ما يُعد حافزًا قويًا لخفض الفائدة في المدى القريب.

و ارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.3400 دولار، بعد أن افتتح تداولاته عند 1.3385 دولار، فيما سجل أدنى مستوى له خلال اليوم عند 1.3382 دولار.

وكان الإسترليني قد خسر يوم الثلاثاء نحو 0.3% مقابل الدولار، مواصلًا تراجعه لليوم الثامن على التوالي، في ظل قوة الدولار الأمريكي المدعومة ببيانات تضخم أمريكية أقوى من المتوقع.

أدت تصريحات بيلي إلى تعزيز التوقعات بخفض قريب في أسعار الفائدة البريطانية، حيث يتوقع المتداولون تخفيضًا لا يقل عن 50 نقطة أساس خلال ما تبقى من هذا العام. وتشير الأدوات المالية إلى أن احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أغسطس يتجاوز 80%.

تترقب الأسواق صدور بيانات التضخم الرئيسية في المملكة المتحدة لشهر يونيو صباح اليوم، والتي ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار السياسة النقدية للفترة المقبلة.

من المقرر إصدار مؤشر أسعار المستهلكين الإجمالي بحلول الساعة 07:00 بتوقيت غرينتش، مع توقعات بارتفاعه بنسبة 3.4% على أساس سنوي، وهي نفس القراءة المسجلة في مايو.

أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي – الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة – فمن المتوقع أن يسجل زيادة سنوية بنسبة 3.5%، دون تغيير عن الشهر السابق.

في حال جاءت بيانات التضخم دون التوقعات، فإن ذلك قد يدفع بنك إنجلترا للإسراع بخفض الفائدة، وهو ما قد يضغط على الجنيه مجددًا. أما إذا جاءت الأرقام قوية، فقد تُخفف من وتيرة التوقعات الحالية وتمنح العملة البريطانية بعض الدعم في المدى القصير.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى