التقلبات المالية: كيف يؤثر الذعر على المستثمرين وكيفية النجاة من الأزمات الاقتصادية

مع نهاية جلسة يوم الجمعة الماضي، كان “آدم كونور”، موظف في منتصف الأربعينيات، يحدق في شاشة حاسوبه بقلق وحيرة، بعدما شاهد أرقام محفظته الاستثمارية تتراجع بشكل مفاجئ.
في غضون ساعات، خسر جزءًا كبيرًا من مدخراته التي كان يراهن عليها لتأمين مستقبله المالي. جاءت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” لتُحدث هزة قوية في الأسواق المالية.
لم يكن “آدم” يتوقع أن تفضي هذه القرارات إلى انهيار بهذا الشكل، حيث تراجعت أسعار الأسهم بشكل دراماتيكي، مما أصاب المستثمرين بالذعر، سواء الصغار أو الكبار.
ووفقًا لبيانات داو جونز، خسر السوق الأمريكي ما يقارب 11.1 تريليون دولار منذ بداية السنة الحالية، مع خسارة ضخمة في يومين فقط بلغ حجمها 6.6 تريليون دولار.
تحركات سعر أسهم السبع الكبار في وول ستريت منذ بداية 2025 (بالدولار الأمريكي):
اسم الشركة |
2 يناير |
سعر إغلاق الجمعة (4 ابريل) |
أعلى سعر خلال تلك الفترة |
انيفيديا |
138.3 |
94.3 |
147.1 |
ميتا |
599.2 |
504.7 |
736.7 |
ألفابت |
190.6 |
147.7 |
207.7 |
تسلا |
379.3 |
239.4 |
428.2 |
أمازون |
220.2 |
171.0 |
242.1 |
أبل |
243.8 |
188.3 |
247.1 |
مايكروسوفت |
418.6 |
359.8 |
447.2 |
وقد فاجأ “ترامب” الأسواق عندما أعلن عن فرض رسوم جمركية ضخمة تفوق التوقعات، مما زاد من حدة التوتر بين المستثمرين. وكان “كونور” من بين أولئك الذين تأثروا بالأخبار السلبية، رغم إيمانه سابقًا بأن الاستثمار في الأسهم هو الطريق الأسرع لبناء الثروة.
الآن، يقف أمام مفترق طرق: هل ينسحب من السوق محاولًا تقليص خسائره؟ أم ينتظر على أمل أن تعود الأسواق إلى الانتعاش؟
قصة “آدم كونور” تمثل واقعًا يعيشه العديد من الأفراد خلال الأزمات المالية. هذه الفترات المضطربة تفرض على الناس إعادة تقييم قراراتهم المالية، وتُظهر ضعف بعض الاستراتيجيات عندما تُواجه بالاختبارات الاقتصادية الصعبة.
في الأوقات الصعبة، يصبح الادخار والاستثمار أكثر تحديًا، حيث يميل الأفراد إلى اتخاذ قرارات عاطفية نتيجة الخوف من الخسائر. تؤثر الأزمات الاقتصادية، سواء كانت بسبب الأوبئة أو الانهيارات المالية أو الصراعات الجيوسياسية، في سلوك الأفراد المالي بشكل كبير.
و على سبيل المثال، خلال أزمة كوفيد-19، ارتفع معدل الادخار الشخصي في الولايات المتحدة إلى أكثر من 30%، مقارنة بحوالي 7% قبل الأزمة، وذلك بسبب الخوف من فقدان الدخل.
رغم أن زيادة الادخار يعزز من الاستقرار المالي، إلا أن هذا التوجه قد يؤدي إلى ركود اقتصادي إذا انخفضت مستويات الاستهلاك.
وفي فترات الأزمات، يميل المستثمرون إلى التحول نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الحكومية، لكن هؤلاء المستثمرين المحترفين يعرفون كيف يخلقون فرصًا من الأزمات عن طريق شراء الأصول التي يتم بيعها بأسعار منخفضة.
يتعامل بعض المستثمرين في فترات الأزمات بحذر شديد، بينما يرى آخرون أن الأسواق المتقلبة تقدم فرصًا ثمينة لشراء الأصول بأسعار منخفضة.
ويتأثر سلوك الأفراد بشكل كبير بالوعي المالي لديهم، حيث يتجه المتعلمون ماليًا إلى تنويع محافظهم بحكمة، بينما يندفع الآخرون للبيع بسبب الخوف.
تتدخل السياسات الاقتصادية في تشكيل سلوك الأفراد المالي خلال الأزمات، حيث يمكن أن تُحفز الحوافز المالية الأفراد على الادخار أو الحفاظ على مستويات الاستهلاك. وفي هذه الفترة من عدم اليقين، يُنصح بإعادة النظر في التركيبة الاستثمارية لتقليل المخاطر.
استراتيجيات البقاء المالي خلال الأزمات |
||
الاستراتيجية |
الوصف |
الفائدة الرئيسية |
صندوق الطوارئ |
تأمين احتياطي يغطي نفقات 3-6 أشهر |
تجنب بيع الاستثمارات بخسارة |
تنويع المحفظة الاستثمارية |
توزيع الاستثمارات بين الأسهم، والسندات، والعقارات، والذهب |
تقليل المخاطر وزيادة الاستقرار |
إعادة توازن المحفظة |
مراجعة وتوزيع الأصول بناءً على التغيرات السوقية |
الحفاظ على مستوى المخاطرة المناسب |
الاستثمار التدريجي |
استثمار جزء من الأموال بانتظام خلال فترات الانخفاض |
الاستفادة من الأسعار المنخفضة على المدى البعيد |
لتجنب الوقوع في فخ الخسائر المالية خلال الأزمات، يُعد إنشاء صندوق طوارئ من أهم الخطوات لضمان التغطية المالية للأشهر القادمة دون الحاجة لسحب الاستثمارات في الوقت الخاطئ.
بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر تنويع الاستثمارات بين الأسهم، العقارات، والذهب من وسائل تقليل المخاطر بشكل فعال.
في الوقت نفسه، يصبح الالتزام بخطة استثمارية طويلة الأجل أمرًا أساسيًا، لأن الاستثمارات التي تتماشى مع أهداف واضحة ومدروسة تكون أكثر قدرة على تجاوز تقلبات السوق. بعد كل موجة تقلبات، يُفضل مراجعة المحفظة الاستثمارية وإعادة توازنها.
ورغم حالة الذعر التي تصاحب الأزمات الاقتصادية، فإنها تفتح أحيانًا أبوابًا لفرص استثمارية مغرية. وإذا كنت تتمتع بوضع مالي مستقر، فإن الاستثمار التدريجي في هذه الأوقات قد يكون الخيار الأمثل. تجنب القرارات المدفوعة بالعاطفة وراقب محفظتك بعناية.
الأزمات الاقتصادية حتمية، ولكن الاستعداد لها والتخطيط الجيد يمكن أن يحدث الفارق، حيث يؤدي إلى تمكين الأفراد من الصمود والتعافي بثقة أكبر.