الاقتصادية

التطبيقات الصحية: بين التقدم التكنولوجي وتهديدات الخصوصية

أصبحت التطبيقات الصحية جزءًا لا يتجزأ من حياة الملايين، مدفوعة بالتطور السريع في مجال التكنولوجيا الطبية. توفر هذه التطبيقات خدمات متنوعة تشمل تتبع اللياقة البدنية، مراقبة الأمراض المزمنة، الاستشارات الطبية عن بُعد، وإدارة الأدوية.

تعتمد هذه التطبيقات على الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والخواتم وأجهزة تتبع اللياقة البدنية لمراقبة بيانات الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب، عدد الخطوات، السعرات الحرارية المحروقة، وحتى تتبع مسار الشخص.

كما تراقب مواعيد النوم والاستيقاظ ومستويات النشاط البدني، مما يجعلها مصدرًا غنيًا للبيانات الشخصية.

مع تزايد الاعتماد على هذه التطبيقات، تثير الأسئلة حول أمانها وقدرتها على حماية البيانات الصحية للمستخدمين من الاختراقات وسوء الاستخدام.

بينما تدّعي بعض التطبيقات توفير حماية لمستخدميها، إلا أن مستوى الأمان والخصوصية يختلف من تطبيق لآخر.

تستخدم بعض التطبيقات الصحية تقنيات التشفير لحماية البيانات أثناء النقل والتخزين، لكن بعض التطبيقات لا تطبق التشفير بشكل قوي، مما يجعلها عرضة للهجمات الإلكترونية.

إضافة إلى ذلك، تطلب بعض التطبيقات أذونات واسعة للمشاركة مع جهات خارجية، مثل المعلنين أو مؤسسات البحث، ما يثير مخاوف بشأن تسريب البيانات.

دراسة أجريت عام 2023 كشفت أن أكثر من 80% من التطبيقات الصحية تشارك بيانات المستخدمين مع شركات خارجية دون علمهم الواضح. هذا يعرض المعلومات الحساسة مثل السجلات الصحية والتاريخ المرضي للخطر، ما قد يؤدي إلى انتهاك الخصوصية.

من ناحية أخرى، تتباين معايير الأمان من دولة إلى أخرى، ولا تلتزم جميع التطبيقات بالقوانين المتعلقة بحماية البيانات، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا أو قانون حماية المعلومات الصحية في الولايات المتحدة، مما يزيد من خطر تسريب البيانات.

cddc8d74 2eac 47c0 bb75 ebd97b477798 Detafour

شهدت السنوات الأخيرة العديد من الاختراقات الأمنية التي استهدفت التطبيقات الصحية، مما أسفر عن تسريب بيانات حساسة لملايين المستخدمين. في عام 2018، تعرض تطبيق “ماي فيتنس بال” لاختراق أدى إلى تسريب بيانات 150 مليون مستخدم.

وفي 2020، اكتشف ثغرة في تطبيق “بابيلون هيلث” سمحت لبعض المستخدمين بمشاهدة استشارات طبية تخص مرضى آخرين. كما تم انتهاك خصوصية مستخدمي تطبيق “فلو بريود تراكير” في 2021 بعد مشاركة بياناتهم مع شركات مثل فيسبوك وجوجل دون إذن صريح.

أكثر التطبيقات الصحية تنزيلًا في يناير 2025

الترتيب

اسم التطبيق

عدد مرات التنزيل (بالألف)

1

سليبسوندز

1146.8

2

كالم

888.4

3

رايز

620.7

4

شتآي

610.8

5

بيترسليب

520.4

6

آي آم

437.6

7

هيدسبيس

365.2

 

 

 

 

هذه الحوادث تبرز الحاجة الماسة لتحسين أمان التطبيقات الصحية وتعزيز قدرتها على حماية البيانات من الهجمات الإلكترونية المتزايدة.

يمكن تعزيز أمان التطبيقات الصحية من خلال استخدام تقنيات تشفير قوية وحماية البيانات أثناء نقلها وتخزينها. يجب أن تُمنح للمستخدمين القدرة على التحكم في بياناتهم، بما في ذلك إدارة الأذونات وفتح خيارات لتحديد الجهات التي يمكنها الوصول إلى هذه المعلومات.

5cfd1525 95c9 4a20 9b7e fa76debe3860 Detafour

من المهم أيضًا أن تلتزم التطبيقات بالمعايير الدولية لحماية البيانات، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية، وأن تقوم الشركات المالكة للتطبيقات بإجراء اختبارات أمنية دورية للكشف عن الثغرات وإصلاحها.

إضافة إلى ذلك، يجب على المستخدمين أن يتخذوا خطوات لحماية بياناتهم الشخصية، مثل تجنب مشاركة المعلومات الحساسة عبر التطبيقات غير الموثوقة.

بينما توفر التطبيقات الصحية فوائد كبيرة في تحسين الرعاية الصحية وتسهيل حياة المرضى، فإنها تواجه تحديات كبيرة في حماية الخصوصية والأمان.

لذا، فإن تحقيق التوازن بين الاستفادة من هذه التكنولوجيا وضمان حماية المستخدمين يتطلب تحسين معايير الأمان وتوعية المستخدمين بمخاطر مشاركة بياناتهم الصحية عبر الإنترنت.

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستنجح التطبيقات الصحية في تعزيز الأمان وكسب ثقة المستخدمين، أم ستظل المخاطر المتعلقة بالخصوصية تشكل تهديدًا قد يحجب فوائدها؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى