البيتكوين يتراجع بنسبة 8% ويواصل خسائره الكبيرة نتيجة سياسات ترامب

شهد سعر البيتكوين انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الإثنين، حيث تراجع بنسبة 8% في ظل عمليات بيع مكثفة في الأسواق العالمية بعد أن أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربًا تجارية جديدة.
تعرضت الأصول عالية المخاطر بشكل خاص لضغوط بيع، حيث تراجع صندوق “QQQ” المتداول في البورصة، والذي يتبع مؤشر ناسداك 100 المخصص للأسهم التكنولوجية، بنحو 4%.
كما شهدت العديد من الأسهم المرتبطة بالعملات المشفرة انخفاضًا في تعاملات ما بعد ساعات التداول. فقد هبط سهم شركة ستراتيجي (MSTR)، التي تعد من أكبر مشتري البيتكوين والمعروفة سابقًا باسم مايكروستراتيجي، بنسبة 7%.
كما انخفض سهم بورصة العملات المشفرة “كوين بيس جلوبال” (COIN) بنسبة 6%، وسهم روبن هود (HOOD) بنسبة 9%.
فيما يتعلق بتداولات اليوم، تراجع سعر البيتكوين بحلول الساعة 13:44 بتوقيت جرينتش على منصة كوين ماركت كاب بنسبة 8% ليصل إلى 75.8 ألف دولار.
في تطور آخر، أعلنت وزارة المالية الصينية عن قرارها بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع السلع المستوردة من الولايات المتحدة، اعتبارًا من العاشر من أبريل، كرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية والتي بلغت 54%.
وكان الرئيس ترامب قد أعلن في خطاب له بالبيت الأبيض عن عزمه توقيع أمر تنفيذي تاريخي لفرض رسوم جمركية متبادلة على الدول الأخرى، بما في ذلك فرض رسوم بنسبة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة.
من جانب آخر، حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، في خطابه الأسبوع الماضي من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن تتجاوز التوقعات وقد تؤدي إلى زيادة معدلات التضخم في الاقتصاد الأمريكي.
وفي تصريحات أخرى، أعرب لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، عن قلقه من أن ارتفاع الدين القومي الأمريكي قد يهدد مكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية، مما قد يدفع إلى استبداله بأصول لامركزية مثل البيتكوين.
كما حذر فينك وراي داليو، رئيس شركة بريدج ووتر، من أن فشل الولايات المتحدة في إدارة ديونها قد يؤدي إلى انهيار الثقة العالمية في سندات الخزانة الأمريكية، مما يسبب عدم استقرار اقتصادي ويدفع نحو أنظمة مالية بديلة.
مع تجاوز الدين القومي الأمريكي حاجز 36.2 تريليون دولار، أشار فينك إلى أن هذا العبء المالي قد يسهم في إزاحة الدولار عن مكانته كعملة احتياطية عالمية. وأكد أن العملات اللامركزية مثل البيتكوين قد تكون البديل في حال فقدان الثقة بالعملات الوطنية.
وأوضح فينك في رسالته للمساهمين لعام 2025، أن الولايات المتحدة استفادت لعقود من مكانة الدولار كعملة احتياطية، لكن هذا الوضع ليس مضمونًا إلى الأبد.
وأضاف أن الدين الوطني الأمريكي قد نما بمعدل ثلاثة أضعاف معدل الناتج المحلي الإجمالي منذ عام 1989، وذكر أن مدفوعات الفائدة هذا العام ستتجاوز 952 مليار دولار، مما يتجاوز الإنفاق الدفاعي. بحلول عام 2030، سيستهلك الإنفاق الحكومي الإلزامي وخدمة الدين جميع الإيرادات الفيدرالية، مما سيؤدي إلى عجز دائم.
واختتم فينك تحذيره بأن عدم السيطرة على الدين قد يهدد مكانة الدولار لصالح الأصول الرقمية مثل البيتكوين.