Bitget Banner
الأسهمالاقتصادية

الانضباط المالي فوق التحليل: كيف تنقذ قاعدة الـ7% استثماراتك من الانهيار؟

في عالم الاستثمار، حيث تتقلب الأسعار بسرعة وتتغير المعطيات في ثوانٍ، يصبح الحفاظ على رأس المال أولوية قصوى للمستثمرين.

مثال سهم “ميتا” في غشت 2021 يوضح ذلك بوضوح؛ فعندما بلغ السهم سعرًا قياسيًا فوق 377 دولارًا، ظن كثيرون أن رحلة الصعود ستستمر، لكن السوق كان له رأي آخر. بعد أسابيع قليلة، شهد السهم تراجعًا حادًا تجاوز 7%، ليصل في نونبر 2022 إلى 88 دولارًا فقط، مما يعني خسارة تقارب 77% من قيمة الاستثمار الأصلي.

هذه الواقعة ليست مجرد حادث عابر، بل تبرز أهمية تطبيق “قاعدة الحد من الخسائر” التي تعتمدها العديد من الاستراتيجيات الاستثمارية لتفادي مثل هذه الانهيارات المدمرة.

في عام 1998، تعرض صندوق التحوط الأمريكي “Long-Term Capital Management” لانهيار مدوٍ بعد فشله في تطبيق قواعد صارمة لوقف الخسائر.

و اعتمد الصندوق على نماذج رياضية معقدة دون وضع حدود واضحة للخسائر، مما أدى إلى تكبد خسائر سريعة وعميقة في فترة وجيزة. هذه الحادثة التاريخية تؤكد أن الانضباط المالي والالتزام باستراتيجيات محددة هما العاملان الرئيسيان لتجنب الكوارث المالية.

تقوم هذه القاعدة على فكرة بسيطة لكنها فعالة: إذا انخفض سعر السهم بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من سعر الشراء، ينبغي بيع السهم فورًا.

وضع المستثمر الأمريكي ويليام أونيل هذه القاعدة عام 1961 بعد دراسة شاملة للأسواق المالية لأكثر من 130 عامًا، حيث وجد أن الأسهم ذات الأداء الجيد نادرًا ما تنخفض أكثر من هذه النسبة بعد الشراء. تجاوز هذه النسبة غالبًا ما يدل على وجود مشاكل جوهرية أو سوء اختيار للاستثمار.

على سبيل المثال، إذا اشتريت سهمًا بسعر 100 دولار، يمكنك وضع أمر بيع تلقائي عند 92-93 دولارًا. وعندما يصل السهم إلى هذا المستوى، يتم البيع دون تردد، لمنع خسائر أكبر.

تتزايد صعوبة تعويض الخسائر مع ازدياد نسبتها؛ فمثلاً خسارة 7% تتطلب عائدًا بنسبة 7.5% فقط للتعويض، بينما خسارة 20% تحتاج إلى عائد 25% للتعويض. لذلك، الحد من الخسائر المبكرة يُسهم في بقاء رأس المال محافظًا عليه ويتيح فرصًا أفضل للربح.

الانخفاض دون المتوسط المتحرك لـ50 يومًا يُعتبر إشارة تحذير إضافية للبيع. وتطبيق القاعدة يحرر المستثمر من الوقوع في فخ القرارات العاطفية التي قد تؤدي إلى خسائر متزايدة.

رغم فاعلية القاعدة، إلا أن بعض المحللين يرون أنها قد تؤدي إلى عمليات بيع مبكرة بسبب تقلبات قصيرة الأجل، ما قد لا يناسب المستثمرين على المدى الطويل أو أصحاب الأسهم ذات التقلبات العالية.

يرى ويليام أونيل أن أفضل توقيت لجني الأرباح هو عند تحقيق مكاسب بين 20% و25%، مع إمكانية الاحتفاظ بالسهم لفترة تصل إلى 8 أسابيع بعد اختراق نقطة الشراء، لتجنب فقدان الأرباح بسبب تصحيحات السوق المؤقتة.

قاعدة الـ7% ليست مجرد رقم عشوائي، بل هي إطار انضباطي يقي المستثمر من خسائر كبيرة قد تودي بأصوله. دروس التاريخ والعديد من التجارب تثبت أن الالتزام بقواعد واضحة يعزز فرص النجاح، ويحول دون اتخاذ قرارات متسرعة قائمة على العواطف بدلًا من التحليل الدقيق والانضباط المالي.

 

الانضباط المالي فوق التحليل: كيف تنقذ قاعدة الـ7% استثماراتك من الانهيار؟

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى