الإيثريوم يقترب من 4000 دولار بدعم من زخم تشريعي أمريكي

واصلت عملة الإيثريوم (ETH) مسارها الصعودي خلال تعاملات الاثنين، لترتفع بنسبة 0.2% وتسجل 3750 دولارًا، مقتربة من حاجز 4000 دولار الذي لم تبلغه منذ دجنبر 2024.
وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بموجة من التفاؤل في الأسواق بشأن التنظيم الحكومي لقطاع العملات المشفرة، إلى جانب تدفقات غير مسبوقة على صناديق ETF الفورية المخصصة للإيثريوم.
حققت ثاني أكبر عملة رقمية من حيث القيمة السوقية مكاسب لافتة بلغت أكثر من 30% خلال الأسبوع الماضي، و56% منذ بداية شهر يوليو، لتصل إلى ذروتها عند 3825 دولارًا في 21 يوليو على منصة “Bitstamp”.
كما ارتفع حجم التداول اليومي بنسبة 66% ليبلغ 8 مليارات دولار خلال 24 ساعة، في إشارة إلى تنامي الطلب النشط من قبل المستثمرين.
يأتي الأداء الإيجابي للإيثريوم عقب أسبوع حافل بالتطورات التنظيمية والمالية في الولايات المتحدة، أُطلق عليه في الأوساط المتخصصة اسم “أسبوع الكريبتو”، والذي شهد إقرار مجلس النواب الأمريكي لثلاثة مشاريع قوانين محورية. أبرزها “قانون GENIUS”، الذي يُعد محاولة لوضع إطار تنظيمي اتحادي للعملات المستقرة.
هذا التقدم التشريعي بعث برسائل إيجابية للسوق، خاصة مع تصاعد الآمال بأن تشهد الدورة السياسية المقبلة في واشنطن إدارة أكثر انفتاحًا تجاه قطاع العملات المشفرة.
في تطور لافت، كشفت تقارير صحفية مثل “فاينانشال تايمز” عن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار أمر تنفيذي يسمح بإدراج العملات الرقمية ضمن خيارات حسابات التقاعد من نوع 401(k).
هذه الخطوة تمثل تغيرًا جذريًا في السياسات الحكومية تجاه الكريبتو، وتُقرأ كمؤشر قوي على القبول المؤسسي المتزايد لهذه الأصول.
وأعربت محللة العملات الرقمية “عزيزة أديولا” عن هذا التوجه بقولها في منشور بتاريخ 17 يوليو:
“الإيثريوم يتفوق على البيتكوين وسولانا، مدفوعًا بتزايد تبني العملات المستقرة عالميًا، والضغط المتزايد على البنوك المركزية لتسريع الأطر التنظيمية. أسبوع الكريبتو يشتعل بتصويت تشريعي تاريخي في واشنطن.”
العامل المفصلي الآخر في صعود الإيثريوم تمثّل في التدفقات الكبيرة على صناديق ETF الفورية في السوق الأمريكية. ففي 16 يوليو 2025، سجلت هذه الصناديق تدفقات صافية بلغت 727 مليون دولار في يوم واحد فقط، استحوذ منها صندوق “ETHA” التابع لـ BlackRock على نحو 499 مليون دولار.
واستمرت هذه التدفقات الإيجابية لمدة 11 يومًا متتاليًا، لتصل إلى 2.2 مليار دولار، مما رفع إجمالي الحيازات إلى 4.95 مليون عملة إيثريوم — ما يعادل قرابة 4% من إجمالي المعروض المتداول.
هذا الأداء يعكس دخولًا مؤسسيًا مكثفًا في السوق، حيث لا تكتفي شركات مثل بلاك روك وفيديلتي بشراء الإيثريوم، بل تسعى أيضًا إلى إدماج خاصية “الستيكينغ” ضمن منتجاتها الاستثمارية، بما يُشير إلى التزام طويل الأجل.
في هذا السياق، دخلت شركات أخرى غير تقليدية إلى ساحة الاستثمار في الإيثريوم، مثل “SharpLink Gaming” التي أصبحت واحدة من أكبر حاملي العملة بعد استحواذها على أكثر من 280,706 وحدة، متجاوزة بذلك حتى مؤسسة الإيثريوم ذاتها من حيث الحيازة.
ارتفاع الإيثريوم الحالي ليس مجرد حركة سعرية لحظية، بل يعكس تحوّلًا بنيويًا في المشهد التنظيمي والاستثماري. مع استمرار التدفقات المؤسسية وتطور البيئة التشريعية، يبدو أن الإيثريوم في طريقه لترسيخ موقعه ليس فقط كعملة رقمية، بل كأصل استثماري رئيسي في النظام المالي العالمي القادم.