الإيثريوم يتراجع مؤقتًا بعد موجة صعود تاريخية… هل يستعد لاختراق حاجز 4000 دولار؟

شهدت عملة الإيثريوم (ETH) تراجعًا طفيفًا في تداولات اليوم الثلاثاء، وسط عمليات بيع لجني الأرباح، وذلك بعد موجة صعود قوية دفعتها إلى أعلى مستوياتها منذ دجنبر 2024.
ورغم هذا التصحيح، لا تزال المؤشرات الفنية والأساسية ترجّح استمرار الزخم الصعودي للعملة في الفترة المقبلة.
خلال الأيام الماضية، تخطّى سعر الإيثريوم مستوى 3800 دولار، مدعومًا بتدفقات استثمارية مؤسسية غير مسبوقة، خاصة عبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المرتبطة بالإيثريوم.
هذا الأداء أثار تباينًا في الآراء بين المستثمرين؛ فبينما يرى البعض أن المكاسب مبررة بالنظر إلى البيانات، يحذر آخرون من فقاعة سعرية قد لا تدوم.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، ارتفعت العملة بنسبة تقارب 6%، وبأكثر من 25% خلال الأسبوع، مما جعلها تتفوق على أداء معظم الأصول الرقمية المدرجة في مؤشر CoinDesk 20، في إشارة إلى انتقائية السوق لصالح الإيثريوم.
استمر ارتفاع الإيثريوم لليوم التاسع على التوالي، ليصل إلى 3812 دولارًا يوم الإثنين 21 يوليو، وهو أعلى سعر تسجله العملة منذ سبعة أشهر.
ويصف المحللون الفنيون هذا المستوى بـ”الحاجز النفسي”، مشيرين إلى أن تجاوزه يعزز فرص استهداف مستويات جديدة تتجاوز 4000 دولار قريبًا.
يرى “مارك نيوتن”، كبير المحللين في Fundstrat، أن الاتجاه الصاعد مدعوم بأنماط فنية قوية وحجم تداول مرتفع، مما يعكس طلبًا حقيقيًا وليس مجرد مضاربات قصيرة الأجل. كما توقع أن تصل العملة إلى 4000 دولار قبل نهاية الشهر.
من جانبه، أشار “بول هاورد” من شركة Wincent إلى أن المؤسسات الاستثمارية بدأت تعيد توازن محافظها لصالح الإيثريوم، واصفًا إياه بـ”النفط الرقمي” الذي يغذي حلول الطبقة الثانية (L2) ويتميز بآلية الحرق ونظام إثبات الحصص (PoS)، مما يجعله جذابًا للاستثمارات طويلة الأجل.
تتعدد الأسباب التي تقف وراء الزخم القوي للإيثريوم، من أبرزها:
تدفقات مؤسسية ضخمة عبر صناديق ETFs، والتي بلغت 2.18 مليار دولار خلال أسبوع واحد فقط.
انخفاض احتياطيات الإيثريوم في منصة “كوينبيس” إلى مستويات تاريخية متدنية، ما يشير إلى شح في المعروض.
إطلاق مشاريع جديدة في وول ستريت مثل عملة JPMorgan المستقرة ومبادرات توكننة الأصول التي تعتمد على شبكة الإيثريوم كبنية أساسية.
قال “توم لي” من Fundstrat إن الإيثريوم قد يصل إلى 15,000 دولار في المدى المتوسط، واصفًا العملة بأنها “الخيار المفضل لوول ستريت عندما يتعلق الأمر بالبنية التحتية للبلوك تشين”.
فنيًا، تمكن زوج ETH/USDT من اختراق خط الاتجاه الهابط الذي كان يضغط على السعر منذ ذروة 2021، مما قد يمهد الطريق نحو إعادة اختبار منطقة المقاومة الحرجة عند 4000 دولار، وهي منطقة تتقاطع عندها مستويات فيبوناتشي 76.8%، وسقف سعري فشل في تجاوزه ثلاث مرات سابقًا.
تشير بيانات السلسلة إلى قيام أحد كبار المستثمرين (الحيتان) بشراء ما قيمته 50 مليون دولار من ETH خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو ما يعزز احتمالات وجود نوايا استثمارية بعيدة المدى.
كما أفاد المحلل “علي مارتينيز” أن أكثر من 500 ألف عملة ETH تم تجميعها من قِبل الحيتان خلال الأسبوعين الماضيين، ما يعكس ثقة مؤسسية متزايدة بإمكانات الإيثريوم المستقبلية.
رغم تراجع الإيثريوم بنسبة 1.3% ليصل إلى 3699.8 دولار في تعاملات مساء الثلاثاء حسب بيانات CoinMarketCap، إلا أن أغلب المؤشرات تدل على أن هذا الانخفاض ليس سوى استراحة مؤقتة في مسار صعودي أوسع.
وكل الأنظار الآن تتجه نحو مستوى 4000 دولار، الذي قد يكون بوابة نحو موجة صعود جديدة أكثر قوة.