الإيثريوم يتحوّل إلى مخزن مؤسسي للقيمة رغم تراجع طفيف في الأسعار
شهدت عملة الإيثريوم تراجعًا طفيفًا خلال تداولات يوم الخميس، مع قيام بعض المستثمرين بجني الأرباح بعد موجة صعود دفعت العملة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من خمسة أشهر.
وجاء هذا التراجع الطفيف بعد موجة شراء كبيرة قادتها شركات مدرجة في البورصة بدأت تتعامل مع الإيثريوم كأصل استراتيجي يُحتفظ به في الخزائن.
أحدث الأمثلة اللافتة جاءت من شركة SharpLink Gaming، التي كانت تعمل في مجال تسويق المقامرة الرقمية، قبل أن تُعيد هيكلتها لتتحول إلى قطاع التشفير.
وأعلنت الشركة هذا الشهر أنها استحوذت على عملات إيثريوم بقيمة 225 مليون دولار، بعد أن جمعت تمويلاً قدره 425 مليون دولار في مايو الماضي.
وكانت الخطوة المفصلية في تحوّل الشركة هي انضمام جوزيف لوبين، المؤسس المشارك للإيثريوم والرئيس التنفيذي لشركة Consensys، إلى مجلس إدارتها، ما أعطى ثقة إضافية للسوق.
وبهذا الاستحواذ، أصبحت SharpLink تمتلك أكبر خزانة إيثريوم بين الشركات العامة، بإجمالي 280,000 ETH، تساوي حاليًا نحو 884 مليون دولار. وقد سجل سهم الشركة (SBET) قفزة مذهلة تجاوزت 1,000% منذ انتقالها إلى قطاع التشفير.
بدورها، دخلت BitMine Immersion Technologies على الخط، بعد أن جمعت 250 مليون دولار بهدف تكوين احتياطي من الإيثريوم.
الشركة التي بدأت نشاطها في تعدين البيتكوين، غيرت استراتيجيتها بالكامل، لتعلن الشهر الماضي عن تأسيس خزانة إيثريوم ضخمة، استحوذت بها على ما يزيد عن 500 مليون دولار من العملة.
سهم الشركة (BMNR) ارتفع بأكثر من 1,100% منذ أول عملية شراء، وتزايد الزخم حولها بعد دخول بيتر ثيل، مؤسس PayPal، عبر صندوقه Founders Fund، بحصة بلغت 9.1%.
أما شركة Bit Digital فقد أعلنت عن وقف عمليات تعدين البيتكوين للتركيز على استراتيجيات خزن واستيكينغ قائمة على الإيثريوم. وفي خطوة جريئة، حوّلت كامل احتياطياتها إلى ETH، لتصل إلى 100,603 عملة، بقيمة تفوق 316 مليون دولار.
كما كشفت الشركة مؤخرًا عن بيع أسهم بقيمة 67.3 مليون دولار لتمويل عمليات شراء إضافية من العملة.
و في تعليق على هذا الاتجاه، قال كيفن راشر، مؤسس نظام الإقراض RAAC:
“الإيثريوم لم يعد مجرد أصل مضاربي. لقد أصبح أصلاً مالياً قابلاً للبرمجة ويولد عوائد، وتعتبره المؤسسات مخزنًا طويل الأمد للقيمة. وجوده في خزائن الشركات يقلل المعروض، ويدعم السعر بشكل مستقر.”
هذه الموجة ليست مقتصرة على الإيثريوم وحده. فقد سارعت شركات أخرى لتقليد النموذج الذي بدأه مايكل سايلور في MicroStrategy، حين تبنت شركته البيتكوين كأصل احتياطي.
فمثلًا، أعادت شركة Cannabis Sativa الكندية تسمية نفسها إلى Dogecoin Cash واشترت دوجكوين بقيمة 3.5 مليون دولار.
وفي حالة أخرى، قام مستثمرون بشراء عملة الميم Dogwifhat القائمة على شبكة Solana بقيمة 540,000 دولار، مع نيتهم إدراج شركتهم في الأسواق عبر اندماج عكسي، للاستفادة من زخم العملات الرقمية في الأسواق.
و رغم الزخم المؤسسي القوي، تراجعت عملة الإيثريوم بشكل طفيف بنسبة 0.2% لتسجل 3389.8 دولارًا، بحسب بيانات CoinMarketCap عند الساعة 21:13 بتوقيت غرينتش.
ويبدو أن عمليات جني الأرباح كانت العامل الرئيسي خلف هذا التراجع المحدود، بينما الاتجاه العام لا يزال تصاعديًا بدعم من مؤسسات ترى في الإيثريوم أكثر من مجرد عملة رقمية، بل أصلًا ماليًا يزداد نضجًا وانتشارًا.
