استراتيجيات المغرب في تعزيز الطاقة النظيفة..محطات الكهرباء الكبرى كمحاور أساسية

في إطار سعي المغرب المستمر لتحقيق تقدم في استراتيجيته الطموحة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة، تواصل المملكة تطوير خمسة محطات كهرباء رئيسية تلعب دورًا أساسيًا في تلبية الطلب المحلي المتزايد.
وتستفيد هذه المحطات من مزيج متنوع من مصادر الطاقة، تشمل الفحم، والغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة، لتكون بذلك من الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز أمن الطاقة في البلاد.
وفقًا لمنصة “طاقة”، تعمل المملكة على تعزيز قدرة هذه المحطات من خلال الاستثمار في مشروعات ضخمة تهدف إلى ضمان استقرار الإمدادات الكهربائية، ومنها توسيع محطة تهدارت، بالإضافة إلى تطوير مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، التي ستساعد المغرب في تحقيق هدفه المتمثل في الحصول على 52% من إجمالي الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030.
تعد هذه المحطات الخمس نقاط قوة رئيسية في البنية التحتية للطاقة بالمملكة، حيث تسهم بشكل كبير في تزويد القطاعات الصناعية والتجارية والسكنية بالكهرباء.
إضافة إلى ذلك، تسهم هذه المحطات في تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصة مع التوسع المستمر في مشاريع الطاقة النظيفة. ومن المتوقع أن تلعب هذه المنشآت دورًا أكبر في تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة في مجال الطاقة المستدامة.
محطات الكهرباء في المغرب
محطة الجرف الأصفر
تعد محطة الجرف الأصفر، الواقعة في إقليم الجديدة، أكبر محطة كهرباء في المغرب وإفريقيا، بقدرة إنتاجية تصل إلى 2056 ميغاواط. وهي تعمل بالفحم الحجري من خلال 6 وحدات.
بدأ تشغيل المحطة في عام 1994، فيما دخلت آخر وحدة الخدمة في عام 2014. وتم تشغيلها باستخدام تكنولوجيا “دون الحرجة”، التي تعزز الكفاءة الحرارية. تدير شركة طاقة المغرب هذه المحطة التي تعد من الدعائم الأساسية لتلبية احتياجات المملكة من الكهرباء.
محطة نور ورزازات للطاقة الشمسية
يعتبر مجمع نور ورزازات، الذي يضم 4 محطات تعمل بتقنيات الطاقة الشمسية المركزة والخلايا الكهروضوئية، من بين أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.
بقدرة إنتاجية تبلغ 580 ميغاواط، يساهم هذا المشروع، الذي بدأ في عام 2016، في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد عن 800 ألف طن سنويًا، مما يعزز مكانة المغرب في مجال الطاقة النظيفة.
محطة تهدارت للطاقة الحرارية
تقع محطة تهدارت للطاقة الحرارية على بعد 28 كيلومترًا جنوب طنجة، وهي تعمل بتقنية الدورة المركبة التي تجمع بين الغاز والبخار لزيادة الكفاءة.
تم تدشين المحطة في عام 2005 باستثمارات قدرها 311 مليون دولار، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 400 ميغاواط.
حاليًا، تعمل الشركة المشغلة على تطوير وحدة جديدة “تهدارت 2” بقدرة 500 ميغاواط، مما سيرفع الإنتاج الإجمالي للمحطة إلى 900 ميغاواط.
محطة عين بني مطهر
تجمع محطة عين بني مطهر بين الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تصل إلى 472 ميغاواط، منها 20 ميغاواط من الطاقة الشمسية. تم تدشين المحطة في 2010 بتكلفة 4.6 مليار درهم، وهي تستخدم تقنية التبريد الجاف التي تقلل من استهلاك المياه بنسبة 80%، مما يجعلها من المحطات الصديقة للبيئة.
محطة طرفاية
تقع محطة طرفاية، التي بدأت تشغيلها في 2014 بقدرة 301 ميغاواط، على بعد 30 كيلومترًا جنوب طرفاية. تعد واحدة من أكبر مزارع الرياح في إفريقيا، حيث تنتج المحطة سنويًا نحو 1000 غيغاواط/ساعة.
وبتشغيلها، يتم تجنب انبعاث نحو 790 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
تُظهر هذه المحطات الخمس قدرة المغرب على تنويع مصادر الطاقة، وتثبت التزامه المتواصل في التحول نحو الطاقة المستدامة وتقليل البصمة الكربونية، مما يعزز من أمن الطاقة ويضع المملكة على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافها الطموحة في المستقبل.