ارتفاع أسعار الحبوب وسط تطورات تجارية ومخاوف من الطقس
شهدت أسعار الذرة وفول الصويا ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بعمليات تغطية المراكز البيعية والشراء الفني، وذلك في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وعلى الرغم من فرض رسوم جمركية جديدة، فإن رد بكين لم يشمل فول الصويا، مما وفر بعض الدعم للأسواق.
تواصل المكسيك شراء فول الصويا ومنتجاته من الولايات المتحدة، بينما تظل كندا مستوردًا رئيسيًا لدقيق فول الصويا الأمريكي.
في الوقت نفسه، يشهد الطقس في أمريكا الجنوبية تحولات قد تؤثر على الإنتاج؛ إذ تشير التوقعات إلى هطول أمطار في الأرجنتين، مما قد يحد من الخسائر في المحصول، في حين تشهد أجزاء من البرازيل طقسًا أكثر جفافًا، وهو ما قد يسرّع وتيرة الحصاد هناك.
يترقب المستثمرون تقارير العرض والطلب والإنتاج الصادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية في 11 فبراير، إلى جانب توقعات CONAB البرازيلية المقرر نشرها في 13 فبراير، والتي قد تحدد الاتجاهات المستقبلية للأسعار.
و تتابع الأسواق عن كثب تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث أدى تعليق فرض رسوم جمركية جديدة لمدة شهر إلى الحفاظ على تدفق صادرات الذرة الأمريكية إلى المكسيك.
ورغم أن كندا لا تستورد كميات كبيرة من الذرة الأمريكية، إلا أنها تعد من كبار مشتري الإيثانول الأمريكي.
أما الصين، فقد خفضت وارداتها من الذرة الأمريكية إلى مستويات شبه معدومة هذا العام، بينما قد تساهم الأمطار في الأرجنتين في تحسين المحاصيل المزروعة متأخرًا. في المقابل، فإن تسارع حصاد فول الصويا في البرازيل قد يساعد على زيادة زراعة الذرة للموسم الثاني هناك.
في سياق الطلب، اشترت كوريا الجنوبية 132,000 طن من الذرة الأمريكية لموسم 2024/25، مما يعزز مكانتها كثاني أكبر مستورد آسيوي للذرة الأمريكية بعد اليابان.
تتجه الأنظار أيضًا إلى تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الذي سيصدر يوم الأربعاء، متضمنًا أرقام إنتاج الإيثانول والمخزونات والصادرات، وهو ما قد يؤثر على حركة الأسعار.
لا تزال تقديرات محصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة متفاوتة، وسط توقعات بأمطار متباينة وتحذيرات بشأن “الشتاء القاتل” الذي قد يؤثر على الإنتاج.
كما يراقب المحللون أوضاع الطقس في أوروبا، الهند، روسيا، وأوكرانيا، إذ ستكون الظروف التي يخرج فيها المحصول من فترة السكون عاملاً حاسمًا في تحديد الإنتاج النهائي.
في الجانب الروسي، بدأت صادرات القمح في التباطؤ قبل الموعد الرسمي المقرر في 15 فبراير، وهو ما قد يؤدي إلى نقص المعروض العالمي. غير أن الإنتاج الأسترالي يشهد تحسنًا، ما قد يساعد في تعويض هذا النقص جزئيًا.
أداء العقود الآجلة للحبوب
الذرة: ارتفعت العقود الآجلة لتسليم مارس بنسبة 1.1% لتصل إلى 4.94 دولار للبوشل.
فول الصويا: سجلت العقود الآجلة لتسليم مارس ارتفاعًا بنسبة 1.6% إلى 10.75 دولار للبوشل.
القمح: صعدت العقود الآجلة لتسليم مارس بنسبة 1.9% إلى 5.77 دولار للبوشل.
و مع استمرار التغيرات المناخية والتطورات التجارية، تظل أسواق الحبوب في حالة ترقب، حيث ستحدد العوامل المستقبلية مثل السياسة التجارية، وظروف الطقس، ومستويات الإنتاج، الاتجاه العام للأسعار في الفترة المقبلة.