الاقتصادية

إنفيديا تتخلى عن شرائح هوبر في الصين وسط قيود واشنطن وتنامي المنافسة المحلية

أعلن جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، أن الشركة لن تطرح إصداراً جديداً من سلسلة شرائح “هوبر” في السوق الصينية، وذلك بعد القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على تصدير شريحة H20، والتي كانت آخر نسخة مسموح ببيعها قانونياً إلى الصين.

وأوضح هوانغ، خلال مقابلة عبر البث المباشر مع شبكة فورموزا تي في التايوانية، أن التعديلات التقنية على سلسلة “هوبر” أصبحت غير ممكنة، مشيراً إلى أن إنفيديا تبحث حالياً عن حلول بديلة تلبي احتياجات السوق الصينية دون خرق القوانين الأمريكية، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

القيود الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير الماضي، ضمن ما يعرف بـ”إطار نشر الذكاء الاصطناعي عالمياً”، أثرت بشكل مباشر على حصة إنفيديا في الصين، ما أفسح المجال أمام منافسين محليين أبرزهم هواوي لتعزيز حضورهم في هذا القطاع الحساس.

رغم تلك التحديات، لا تزال الصين تمثل سوقاً أساسياً بالنسبة لإنفيديا، ما دفع هوانغ إلى زيارتها شخصياً بعد إعلان القيود، في محاولة للحفاظ على العلاقات مع العملاء واستكشاف حلول جديدة للتواجد في السوق.

وخلال حديثه، انتقد هوانغ السياسات الأميركية بشأن تصدير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، واصفًا إياها بأنها “خاطئة” ومضادة للهدف المعلن بنشر التقنيات الأميركية عالميًا، مضيفًا أن الكبح لا ينبغي أن يكون أداة لقيادة الابتكار.

هذا التصريح يتقاطع مع تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي وعد بإلغاء هذه القيود حال فوزه في الانتخابات المقبلة.

وفقًا للتقرير المالي الأخير الصادر عن إنفيديا في يناير، بلغت مبيعاتها في الصين نحو 17 مليار دولار، أي ما يعادل 13% من إجمالي إيرادات الشركة عالمياً. رغم القيود التنظيمية، ترى إنفيديا أن السوق الصينية تظل حيوية لاستراتيجيتها التوسعية، وتسعى لتقديم شرائح بديلة تلتزم بالمعايير القانونية المفروضة.

تعيش إنفيديا وضعاً دقيقاً بين سعيها الدائم للابتكار في مجال شرائح الذكاء الاصطناعي عالية الأداء، وبين ضرورة الالتزام بالقيود الجيوسياسية الأميركية. وفي ظل تسارع تطوير البدائل الصينية، تتعرض الشركة لضغوط مضاعفة للبقاء في قلب المنافسة.

من الواضح أن مستقبل شرائح الذكاء الاصطناعي لم يعد يُحسم داخل المختبرات فقط، بل بات مرهوناً بقرارات سياسية قد تعيد رسم خريطة النفوذ التكنولوجي العالمي.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى