إنتل تلمّح لإعادة هيكلة استراتيجية تصنيع الرقائق وسط مخاوف المستثمرين

في تطور مثير للقلق داخل صناعة التكنولوجيا، ألمحت شركة إنتل إلى احتمال التوقف عن تطوير بعض تقنياتها المتقدمة في تصنيع الرقائق، بالإضافة إلى احتمال التخلي عن نشاط تصنيع أشباه الموصلات التعاقدي، ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل الشركة الأمريكية العملاقة.
وأشار الرئيس التنفيذي الجديد “ليب بو تان” في بيان صدر بعد إغلاق جلسة التداول يوم الخميس إلى مراجعة استراتيجية سلفه “بات جيلسينجر”، موضحًا أن استمرار إنتل في تصنيع الرقائق لأطراف خارجية يعتمد بشكل كبير على وجود طلب قوي في السوق.
وقد أثار هذا التصريح مخاوف المستثمرين، إذ أن الشركة تملك أصولًا تقدر قيمتها بـ100 مليار دولار، ويزيد اعتمادها على شركة “تي إس إم سي” التايوانية في تصنيع الرقائق التي تطورها، مما قد يؤثر سلبًا على إيراداتها ويزيد من خسائرها التي شهدتها في الربع الثاني من العام.
إضافة إلى ذلك، حذرت إنتل من احتمال إيقاف تطوير تقنيات “إيه 14” المتقدمة في حال لم تتمكن من جذب طلبات قوية من العملاء، مشيرة إلى أن استمرار الاستثمار في هذه التكنولوجيا قد لا يكون مجديًا اقتصاديًا دون توافر طلب كافٍ.
تُعتبر تقنيات “إيه 14” محور الطموحات المستقبلية لإنتل لمنافسة شركة “تي إس إم سي” التايوانية، إذ تمثل هذه التقنية الأساس في تصنيع المعالجات فائقة الدقة سواء للاستخدام الداخلي أو للعملاء الخارجيين.
إيرادات إنتل خلال العشر سنوات الأخيرة |
||
السنة |
الإيرادات (مليار دولار) |
نسبة النمو (%) |
2015 |
55.35 |
(0.9) |
2016 |
59.38 |
+7.3 |
2017 |
62.76 |
+5.7 |
2018 |
70.84 |
+12.9 |
2019 |
71.96 |
+1.6 |
2020 |
77.86 |
+8.2 |
2021 |
79.02 |
+1.5 |
2022 |
63.05 |
(20.2) |
2023 |
54.22 |
(14.0) |
2024 |
53.10 |
(2.1) |
في الوقت ذاته، حذرت إنتل من احتمال الانسحاب من سوق تقنيات الطباعة بالأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV)، ما قد ينعكس سلبًا على قطاع معدات أشباه الموصلات، لا سيما وأنها من أكبر المستثمرين في هذا المجال.
وحسب تقييمات شركة “برنشتاين”، تشكل إنتل حوالي 15% إلى 20% من الإيرادات العالمية المرتبطة بهذه التقنية.
في حال تنفيذ إنتل لخطوة الانسحاب من التصنيع التعاقدي، ستستفيد من ذلك بشكل رئيسي شركتا “تي إس إم سي” التايوانية و”سامسونج” الكورية الجنوبية، اللتان ستتسلمان حصة السوق التي قد تتركها إنتل.
وعلى صعيد مورد المواد الأولية لتقنيات الأشعة فوق البنفسجية، فإن انسحاب إنتل قد يمنح شركة “هويا” اليابانية السيطرة الكاملة على الحصة السوقية، بعدما كانت تتقاسمها مع مورد إنتل الحالي “إيه جي سي”.
تحليلًا للوضع، حذر محللو “تي دي كوين” من أن توقف إنتل عن تطوير تقنيات “إيه 14” سيجعل من الصعب على الشركة توسيع أعمالها في تصنيع الرقائق التعاقدية، لا سيما مع تناقص فرص جذب عملاء كبار في المستقبل القريب.
إذا قررت إنتل التخلي عن “إيه 14” والاكتفاء بتطوير تقنيات “إيه 18″، فإنها ستواجه معضلة مزدوجة، حيث ستستمر في الإنفاق الرأسمالي على خطوط إنتاج “إيه 18″، بينما قد تعاني من تراجع في هوامش الربح بسبب الحاجة إلى الاعتماد على مصانع خارجية لتلبية طلبات العملاء على الرقائق المتطورة.
هذا الواقع يضع إنتل أمام خيارات صعبة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الابتكار والاستدامة المالية للحفاظ على مكانتها في سوق أشباه الموصلات العالمي.