الاقتصادية

إغلاق شبكة الإنذار المبكر للمجاعات..قرار يهدد الأمن الغذائي العالمي

في ظل خفض المساعدات الخارجية من قبل إدارة ترامب، اختفى نظام مراقبة احتمالات حدوث المجاعات الذي تُديره الولايات المتحدة، مما يهدد بمفاقمة أزمة الأمن الغذائي في العديد من الدول.

كانت شبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعات (FEWS NET)، الممولة من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تلعب دورًا محوريًا في مراقبة مؤشرات الجفاف وإنتاج المحاصيل وأسعار المواد الغذائية، ما يسمح بتقديم توقعات دقيقة حول الأزمات الغذائية في أكثر من 30 دولة.

لكن مع تجميد التمويل، توقفت أنشطة الشبكة في دول مثل السودان، جنوب السودان، الصومال، اليمن، إثيوبيا وأفغانستان، ما أدى إلى تعطيل الموقع الإلكتروني وسحب قاعدة بيانات حيوية كانت تساهم في التحليل العالمي للأمن الغذائي.

تمثل هذه الشبكة معيارًا عالميًا لتقييم الأمن الغذائي، إذ تتيح التدخلات المبكرة التي تنقذ الأرواح وتقلل من التكاليف المالية. وفقًا لتانيا بودرو، المديرة السابقة للشبكة، فإن التأخر في التدخل يؤدي إلى نفقات أعلى سواء للحكومة الأميركية أو للجهات المانحة الأخرى، فضلًا عن المعاناة البشرية المتزايدة.

وعلى الرغم من تصريحات ماركو روبيو، القائم بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بشأن استثناء برامج إنقاذ الأرواح من تخفيضات الميزانية، إلا أن موظفي الوكالة يؤكدون أن معظم المساعدات الإنسانية لا تزال معلقة.

يشير خبراء إلى أن اختفاء الشبكة لا يؤثر فقط على توجيه المساعدات الغذائية، بل يمتد إلى الحكومات والمنظمات التي تعتمد على بياناتها لاتخاذ قرارات إنقاذية.

و يقول إيفان توماس، أستاذ الهندسة البيئية بجامعة كولورادو بولدر، “لقد أوقفنا استضافة موقع إلكتروني يحتوي على معلومات حاسمة، ما يعني أن الحكومات الأخرى لم تعد قادرة على الوصول إلى بيانات قد تنقذ ملايين الأرواح”.

في ظل هذا التراجع، يواجه العالم خطر تفاقم المجاعات، وسط غياب آلية دقيقة لرصد الاحتياجات الغذائية واتخاذ التدابير اللازمة قبل وقوع الكارثة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى