أنس الصفريوي يتربع مجدداً على قمة قائمة أثرياء المغرب

عاد أنس الصفريوي، رئيس مجموعة “الضحى” العقارية، ليُعلن عن نفسه كأغنى رجل في المغرب، متصدرًا المشهد الاقتصادي بعد سنوات من الغياب المتعمد والابتعاد عن الأضواء.
هذه العودة لم تكن بضجيج إعلامي، بل أتت في أعقاب فترة اتسمت بالتراجع النسبي والتكتم، تخللتها إشاعات مثيرة للجدل.
و كان أبرزها ما نشرته صحيفة “ذا صن” البريطانية في أبريل 2025 حول نيته شراء نادي “شيفيلد وينزداي” الإنجليزي، وهو الخبر الذي سارعت مصادر مقربة منه بنفيه، تماشيًا مع سمعته المعروفة بتحفظه وابتعاده عن الأضواء.
على الرغم من تلك الضجة الإعلامية، يمتلك الصفريوي الموارد الكافية لإتمام صفقات بهذا الحجم. فثروته التي قُدرت بـ1.6 مليار دولار دفعته للعودة بقوة إلى قائمة “فوربس” لأثرياء المغرب، حيث يتشارك الصدارة مع عثمان بنجلون، رئيس “بنك إفريقيا”، ويتفوق على رئيس الحكومة الحالي، عزيز أخنوش.
و لم تعد ثروته تقتصر على قطاع العقارات فحسب، بل توسعت لتشمل الإسمنت والصناعة الدوائية والأنشطة الصناعية المتنوعة.
فبعد سنوات من التباطؤ، عادت مجموعة “الضحى” لتحقق أداءً ماليًا قويًا. في عام 2024، سجلت المجموعة رقم معاملات بلغ 2.6 مليار درهم، بزيادة 22%، وارتفع صافي أرباحها إلى 304 ملايين درهم، بنسبة زيادة بلغت 61%.
كما أطلقت نحو 100 مشروع جديد، منها 25 في غرب إفريقيا.
شهدت المبيعات المسبقة ارتفاعًا بنسبة 15% لتصل إلى 10,697 وحدة، وساهمت فروع المجموعة في غرب إفريقيا بنسبة 21% من هذه المبيعات، مما يؤمّن رقم معاملات سنويًا يقارب 900 مليون يورو. بالإضافة إلى “الضحى”، يشرف الصفريوي على استثمارات في قطاع الإسمنت من خلال شركتي “إسمنت الأطلس” في المغرب و”Cimaf” في غرب إفريقيا، إلى جانب “Vracs de l’Estuaire” في فرنسا.
كما توسعت أنشطته مؤخرًا لتشمل قطاع الأدوية، عبر استحواذ مجموعته العائلية “أومنيوم الصناعات والترويج” على مختبر “أفريك فار” الذي يديره نجله مالك الصفريوي، ويحقق رقم معاملات يتجاوز 500 مليون درهم.
صرح مصدر مطلع لمجلة “جون أفريك” بأن قطاع الأدوية يُعد من أكثر المجالات الواعدة، إذ يدر أكثر من 15 مليار درهم سنويًا، مشيرًا إلى نية الصفريوي أيضًا دخول المجال الفلاحي، ما يعكس توجهًا واضحًا لتنويع أعماله.
تعود بدايات الصفريوي إلى العمل في استغلال منجم غاسول إلى جانب والده، قبل أن يؤسس “الضحى” عام 1988، ويحقق ثروة سريعة بفضل برامج الإسكان الاجتماعي.
ثم قام بإدراج شركته في البورصة عام 2006، واستحوذ على الفرع المغربي لشركة “فادسا” الإسبانية عام 2007، قبل أن يتوسع نحو إفريقيا جنوب الصحراء في 2012.
لم تخلُ مسيرة الصفريوي من تحديات، أبرزها تلك التي وقعت عام 2015، عندما تم استدعاؤه من طرف وزارة الداخلية بسبب ما وُصف باستخدامه غير المشروع لاسم الملك محمد السادس في الترويج لمشاريعه.
هذا الاستدعاء، الذي كان بمثابة صفارة إنذار، أعقبه استبعاده من قائمة المدعوين لحفل زفاف الأمير مولاي رشيد عام 2014، مما أكد بداية مرحلة من “الغضب الصامت” في أعلى هرم السلطة.
دفعت هذه التطورات الصفريوي إلى تبني نهج أكثر تحفظًا والابتعاد عن المشهد الإعلامي، مفضلًا العمل بصمت والتركيز على إعادة هيكلة مجموعته وتوسيع أنشطته الاقتصادية بعيدًا عن الأضواء.
واليوم، وبعد سنوات من الصمت الاستراتيجي، يبدو أن أنس الصفريوي يعود بثقة وقوة، مكرّسًا حضوره كأحد أبرز رجال الأعمال في المغرب والعالم الإفريقي.