العملات الرقمية

أسواق العملات الرقمية تترقب نبرة باول أكثر من قرار الفائدة في اجتماع الغد

تتجه الأنظار هذا الأسبوع نحو الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 7 مايو، وسط إجماع شبه كامل داخل الأسواق المالية على أن الفائدة ستبقى دون تغيير.

فرغم مؤشرات على تباطؤ التضخم، لا تزال معدلاته تفوق المستوى المستهدف البالغ 2%، ما يعزز فرضية الإبقاء على النطاق الحالي بين 5.25% و5.50%، وهو الأعلى منذ أكثر من عقدين.

وبحسب توقعات منصة “بوليماركت” المتخصصة، فإن احتمالية تثبيت الفائدة تتجاوز 98%، مقابل 2% فقط لاحتمال خفضها بربع نقطة مئوية.

ورغم أن قرار التثبيت يبدو شبه محسوم، إلا أن تركيز المستثمرين ينصبّ بشكل أكبر على التصريحات المرتقبة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي عقب الاجتماع، والتي غالبًا ما يكون لها تأثير أوسع من القرار نفسه، خصوصًا على الأسواق الحساسة مثل العملات الرقمية.

وتتجه التوقعات أيضاً نحو اجتماع يونيو، حيث ترجّح الأسواق بنسبة 72% أن تظل الفائدة دون تغيير، مع احتمال خفض بسيط في حال أظهرت بيانات التضخم أو سوق العمل تراجعاً ملموساً خلال الأسابيع المقبلة.

في هذا السياق، تشكّل العملات الرقمية، وعلى رأسها بيتكوين، مرآة حساسة لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية. فتصريحات باول التي تتضمن إشارات إلى استمرار الضغوط التضخمية أو تأخر تحقيق الأهداف قد تدفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر، ما قد يؤدي إلى تراجع في أسعار بيتكوين وتقلّص الزخم الإيجابي الذي راكمته منذ بداية العام.

في المقابل، إذا تبنّى باول نبرة مرنة تدعو إلى الصبر والتقييم المستمر، فقد تنعكس إيجاباً على السوق وتعيد السيولة إلى العملات الرقمية.

يُشار إلى أن أداء بيتكوين في النصف الثاني من 2025 سيكون إلى حد كبير مرهونًا بإشارات السياسة النقدية الأمريكية، إذ أن استمرار الفائدة المرتفعة يقلّص جاذبية العملات الرقمية لصالح أدوات استثمارية تقليدية أكثر استقرارًا مثل السندات.

في النهاية، قد لا يحمل اجتماع مايو قراراً مفاجئاً، لكن الكلمة التي سيلقيها باول قد تحمل في طياتها مؤشرات مصيرية لمسار العملات الرقمية، ما يجعلها الحدث الأبرز للمستثمرين في هذه المرحلة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى