أسهم الميم تعود إلى الساحة…جيل جديد من المستثمرين يقلب قواعد وول ستريت

بعد فترة من الهدوء النسبي، عادت الحمى إلى أسواق المال مع صعود جديد لأسهم “الميم” التي لطالما ارتبطت بالمضاربات الجامحة.
هذه المرة، يقود المشهد جيل جديد من المستثمرين الأفراد الذين أعادوا إحياء روح المغامرة على منصات مثل “ريديت” و”إكس”، مدفوعين بثقة أكبر وتجارب سابقة منحتهم جرأة مضاعفة.
يستعيد كثيرون الآن ذكريات عام 2021، حين قفز سهم “جيم ستوب” إلى ما يفوق 480 دولارًا وسط موجة جنونية من التداولات، قبل أن يتراجع لاحقًا إلى أقل من 30 دولارًا.
اليوم، تعود الموجة من جديد، مع شهية مرتفعة للمخاطرة، ورغبة متزايدة في البحث عن فرص غير تقليدية في أسهم مهملة أو ضعيفة القيمة السوقية.
وتأتي هذه الموجة الجديدة في ظل تزايد ثقة المتداولين الأفراد، الذين يرون أنفسهم في موقف قوي بعد نجاح رهاناتهم السابقة، بحسب “ستيف سوسنيك”، كبير استراتيجيي “إنترآكتيف بروكرز”، الذي أشار إلى أن هؤلاء المستثمرين يتجهون اليوم إلى أسهم مهمّشة تغيب عادة عن رادارات المؤسسات المالية الكبرى.
تستند هذه الثقة المتجددة إلى تراجع المخاطر الجيوسياسية والتجارية، بعد أن تجاوزت الأسواق اضطرابات فرض الرسوم الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أبريل، لتسجّل مؤشرات وول ستريت لاحقًا مستويات قياسية.
أبرز أسهم الميم التي ارتفعت مؤخرًا |
||
السهم |
نسبة الارتفاع في الخمس جلسات الأخيرة (%) |
نسبة الارتفاع خلال شهر (%) |
أوبن دور (رمز: OPEN) |
63 |
401 |
كولز (رمز: KSS) |
41 |
65 |
كريسبي كريم (رمز: DNUT) |
43 |
67 |
جوبرو (رمز: GPRO) |
95 |
89 |
أمريكان إيجل (رمز: AEO) |
15 |
20 |
ويُظهر الإقبال على أسهم الميم تحوّلًا واضحًا نحو تفضيل الأصول عالية المخاطر وسط مناخ اقتصادي أكثر تفاؤلاً، خاصة بعد إعلان اتفاق تجاري بين واشنطن وطوكيو.
أصبحت منصات مثل “ريديت” و”إكس” ساحات تعبئة جماعية للمتداولين الأفراد، حيث تُستهدف الأسهم ذات القيمة السوقية الضعيفة أو التي يتعرض أصحابها لضغوط بيع على المكشوف، ما يُحدث ارتفاعات مفاجئة نتيجة تغطية هذه المراكز.
النجاحات الكبيرة التي حققتها أسهم شركات الذكاء الاصطناعي ساهمت في رفع شهية المستثمرين نحو المغامرة، ما دفع العديد منهم للبحث عن فرص بديلة بأسعار منخفضة، وهو ما خلق موجة مضاربات جديدة على أسهم غير تقليدية.
على سبيل المثال، قفز سهم “أمريكان إيغل” بعد إعلان حملة ترويجية تقودها الممثلة “سيدني سويني”، إلى جانب مخاوف من ارتفاع مفاجئ دفع البائعين على المكشوف إلى تغطية مراكزهم بسرعة.
وفقًا لـ”آيمي سيلفرمان”، محللة المشتقات في “آر بي سي”، فإن صعود أسهم الميم يمثل تحولًا هيكليًا في سلوك السوق بدأ منذ عام 2020، مع صعوبة التفوق على أداء شركات التكنولوجيا العملاقة، ما يدفع المتداولين نحو رهانات بديلة تتميز بالحشد الجماهيري وسرعة التداول.
لم يعد مستثمرو أسهم الميم مجرّد ظاهرة مؤقتة أو مثار سخرية كما في السابق، بل تحولوا إلى كتلة مؤثرة تراقبها المؤسسات المالية عن كثب.
وتقول سيلفرمان إن المنتديات الرقمية لم تعد هامشية، بل أصبحت جزءًا من أدوات التحليل التي يعتمدها كبار المستثمرين لفهم ديناميكيات السوق.
وفي ظل هذا المشهد المتغير، يتضح أن أسهم الميم لم تعد مجرد موجة عابرة، بل باتت تمثل توجّهًا جديدًا في السوق المالية، مدفوعًا بطاقة جماعية، وتحوّل عميق في سلوك المستثمرين.