العملات الرقمية

أريزونا تتجه نحو إنشاء صندوق خاص لإدارة العملات الرقمية المصادرة

في خطوة تعكس تصاعد الجدل حول العملات المشفرة في الأوساط السياسية الأمريكية، عاد مشروع قانون احتياطي بيتكوين في ولاية أريزونا إلى الواجهة بعد تمريره بصعوبة في مجلس الشيوخ بتصويت 16 مقابل 14.

ويقترح المشروع، الذي يحمل الرقم 2324، إنشاء صندوق رقمي خاص بالولاية لإدارة العملات الرقمية المصادرة خلال القضايا الجنائية، ما يُعد تحولًا مهمًا في مسار التشريعات المتعلقة بالأصول الرقمية.

يسعى مشروع القانون إلى سد الثغرات القانونية التي تعاني منها الولاية فيما يتعلق بمصادرة العملات المشفرة، والتي غالبًا ما تُركت دون تعريف دقيق في الأنظمة التقليدية.

ووفقًا للنص المقترح، ستتولى خزينة الولاية مسؤولية إدارة تلك العملات من خلال محافظ إلكترونية معتمدة، مع إمكانية بيعها عبر منصات تداول مرخّصة أو الاحتفاظ بها حسب ما تقتضيه الظروف الأمنية والسوقية.

يركّز التشريع أيضًا على تنظيم العائدات المتأتية من بيع الأصول المصادرة.

فوفقًا للخطة المالية المصاحبة للمشروع، يتم تخصيص أول 300 ألف دولار لمكتب المدعي العام، فيما يُقسم الباقي إلى ثلاثة أجزاء: 50% تُمنح للمدعي العام، و25% تذهب إلى الصندوق العام للولاية، و25% تُعاد إلى صندوق احتياطي العملات الرقمية، بما يعكس رغبة المشرعين في الاستفادة من هذه الأصول دون تعريض أموال دافعي الضرائب للمخاطر.

ورغم إقرار المشروع في مجلس الشيوخ، إلا أن العقبة الكبرى لا تزال في مجلس النواب، حيث يحتاج إلى 31 صوتًا للمرور.

حتى إن تجاوز هذا الحاجز، فإن مستقبله سيظل معلقًا على موقف الحاكمة كاتي هوبز، التي سبق لها أن استخدمت حق النقض (الفيتو) ضد مقترحات مشابهة.

تُعبر هوبز عن قلقها من تقلبات سوق العملات الرقمية، معتبرة أن إدخال أموال الدولة إلى هذه السوق المتقلبة يُشكل مجازفة لا داعي لها في الوقت الحالي. وتفضل إبقاء أموال الخزينة العامة بعيدة عن أصول لم تستقر بعد من الناحية التنظيمية والاقتصادية.

في حال نجاح المشروع في المرور بجميع المراحل التشريعية، فقد يكون بمثابة سابقة قانونية تنسج على منوالها ولايات أخرى، مما يفتح الباب أمام تحول أوسع في سياسات إدارة الأصول الرقمية داخل الولايات المتحدة.

العيون الآن على مجلس النواب وعلى موقف الحاكمة هوبز، وسط تساؤلات جوهرية: هل آن الأوان للاعتراف بالعملات الرقمية كجزء من المنظومة المالية الحكومية؟ أم أن الحذر لا يزال الخيار الأكثر أمانًا في زمن التغير التكنولوجي السريع؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى