الاقتصادية

أخطاء “وارن بافت” الكبيرة..دروس من رحلة حكيم أوماها في عالم الاستثمار

يعتبر “وارن بافت”، صاحب لقب “حكيم أوماها”، من أبرز المستثمرين في التاريخ، حيث تتبع الأسواق المالية عن كثب تحركات شركته “بيركشاير هاثاواي” في شراء وبيع الأسهم.

لكن رحلة بافت الاستثمارية ليست خالية من الأخطاء الفادحة التي تسببت في خسائر ضخمة تقدر بمليارات الدولارات. وفي هذه المقالة، نستعرض أبرز هذه الأخطاء التي ارتكبها بافت في مسيرته الطويلة.

الصفقة “الأغبى” على الإطلاق

قد يبدو من المدهش أن “وارن بافت” وصف شراءه لسهم شركة “بيركشاير هاثاواي” في التسعينات بـ “الصفقة الأغبى” في حياته، وذلك في مقابلة صحفية عام 2010.

بدأ بافت شراء سهم هذه الشركة في نية لبيعها لاحقاً، لكن بعد تعثُّر الشركة في قطاع المنسوجات في تلك الفترة، وقع خلاف بينه وبين مدير الشركة الذي أخلَّ ببعض بنود الاتفاق الشفهي بينهما.

هذا دفع بافت إلى زيادة حصته في الشركة انتقامًا، بدلاً من توجيه رأس ماله في اتجاه آخر كان سيُحسن قيمة أعماله بشكل أكبر.

خطأ “بريسجن كاستبارتس”

في عام 2016، اشترى “وارن بافت” شركة “بريسجن كاستبارتس”، وهي صانعة قطع غيار للطائرات، مقابل 37 مليار دولار.

وعلى الرغم من أن الصفقة كانت تبدو واعدة في البداية، فإن “بافت” اعترف لاحقًا بأنها كانت خطأ فادحاً، إذ شطبت الشركة نحو 10 مليارات من قيمتها بحلول عام 2021. ورغم تحسن الأعمال فيما بعد، فقد استغرقت سنوات طويلة ليصل سعر الشركة إلى 34 مليار دولار فقط.

مراهنة غير موفقة على “كونوكو فيلبس”

في عام 2008، اشترى “بافت” حصة كبيرة من أسهم شركة “كونوكو فيلبس” في محاولة للاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة. ولكن اتضح له لاحقًا أن سعر الشراء كان مرتفعًا جدًا، مما أدى إلى خسارة قرابة 1.5 مليار دولار في نفس السنة.

خسارة في “باراماونت جلوبال”

في بداية عام 2022، اشترى “بافت” 93.6 مليون سهم من “باراماونت جلوبال”، إلا أن تدهور قطاع البث التلفزيوني خلال السنوات التالية دفعه إلى تقليص حصته، ليخسر جزءاً كبيراً من استثماره.

هذه الصفقة هي واحدة من الأمثلة على التحديات التي يواجهها حتى أكثر المستثمرين شهرة في توقّع الاتجاهات المستقبلية للأسواق.

استثمار في “يو إس إير”

في عام 1989، قرر “بافت” شراء أسهم ممتازة قابلة للتحويل في شركة “يو إس إير”. لكن الشركة عانت من صعوبة تحقيق إيرادات كافية لتوزيع الأرباح، ما اضطر “بافت” لتصفية حصته. ورغم ذلك، نجح في بيع حصته بأرباح، رغم أن الاستثمار لم يكن بالشكل الذي كان يتوقعه.

f145473e 5679 4c72 8320 fb6239834bd1 Detafour

الخطأ “الأسوأ” في “ديكستر شوز”

في عام 1993، اشترى “بافت” شركة “ديكستر شوز” المتخصصة في صناعة الأحذية، حيث كان يعتقد أن لديها ميزة تنافسية مستدامة. إلا أن الواقع أثبت العكس، حيث فقدت الشركة ميزتها التنافسية سريعًا مع تصاعد المنافسة في السوق. وقد اعتبر “بافت” هذه الصفقة الخاسرة بمثابة “الأسوأ على الإطلاق”، حيث تكبد خسارة قدرها 3.5 مليار دولار.

الاستثمار والأخطاء: دروس من رحلة “بافت”

إن الأخطاء التي وقع فيها “وارن بافت” لا تقتصر على المشروعات الكبرى التي فشل فيها فحسب، بل تشكل جزءًا طبيعيًا من رحلة الاستثمار في الأسواق المالية. حتى أعظم المستثمرين في العالم يمكنهم ارتكاب أخطاء قد تؤدي إلى خسائر كبيرة.

لكن هذه الأخطاء لا تعني نهاية الطريق؛ بل هي فرص للتعلم والتحسين، مما يعزز استراتيجيات الاستثمار ويساعد على تجنب المخاطر المستقبلية.

فالأهم من الأخطاء التي تقع هو القدرة على تحليل كل جانب من جوانب الاستثمار بعناية، وتطوير مهارات اتخاذ القرارات لتفادي الخسائر المستقبلية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى