آبل تخطط لنقل تجميع هواتف آيفون إلى الهند بسبب تصاعد التوترات التجارية مع الصين
كشفت تقارير صحفية أن شركة آبل تعتزم نقل كامل عمليات تجميع هواتف آيفون المخصصة للسوق الأمريكية إلى الهند بحلول عام 2026، في خطوة استراتيجية تهدف لتقليل اعتمادها على الصين، وسط تصاعد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن.
ووفقًا لما نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن آبل تسعى للحصول على جميع أجهزة آيفون التي تُباع في الولايات المتحدة – والبالغ عددها أكثر من 60 مليون وحدة سنويًا – من مصانعها في الهند خلال أقل من عامين، في تحول أسرع مما يتوقعه المستثمرون.
وتُعد هذه الخطة تحديًا طموحًا يتطلب مضاعفة الإنتاج الهندي في وقت قياسي، مقارنة بالمدة التي استغرقتها آبل في بناء قدراتها التصنيعية في الصين، والتي امتدت لعقود من الاستثمارات المكثفة.
وتعتمد آبل حاليًا بشكل كبير على الصين كمركز صناعي رئيسي، من خلال شركائها مثل “فوكسكون”، لكن هذا الاعتماد جعلها عرضة لتداعيات سياسية واقتصادية، أبرزها الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي بلغت 145% على الواردات الصينية، في حين ردت بكين برسوم بنسبة 125%.
هذه التوترات التجارية تسببت في تقلبات حادة بسوق الأسهم، حيث خسرت آبل ما يقارب 700 مليار دولار من قيمتها السوقية بسبب المخاوف المرتبطة بسلاسل الإمداد.
وفي ظل هذه الأوضاع، بدأت آبل في تسريع وتيرة شحنات آيفون من الهند منذ أبريل الماضي، حيث تعتمد على شركاء مثل “تاتا إلكترونيكس” و”فوكسكون” لتعزيز قدرتها الإنتاجية هناك، في ظل استمرار الضغوط السياسية وتزايد التدقيق الصيني على أعمالها.
ورغم هذا التحول، لا تزال الصين تحتفظ بمكانة مركزية في سلسلة إنتاج هواتف آيفون، خصوصًا الطرازات الرائدة، لكن يبدو أن الهند تقترب من أن تصبح مركزًا تصنيعيًا بديلًا وأكثر استقرارًا لعملاق التكنولوجيا الأمريكي.
