يو بي إس: الأسواق الناشئة تتصدر فرص النمو وسط ضعف الدولار وتقييمات مغرية

رفع بنك يو بي إس توصيته تجاه أسهم الأسواق الناشئة إلى “زيادة الوزن” بدلًا من “المعيار”، مستندًا إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والجاذبية السعرية والدعم السياسي المستمر.
وأوضح البنك أن هذه الخطوة تكتيكية حاليًا، رغم أن الترقيات المشابهة في الماضي تحولت غالبًا إلى مواقف استراتيجية طويلة الأجل.
وأشار البنك إلى أن ضعف الدولار الأمريكي، وانخفاض أسعار الفائدة قصيرة الأجل المتوقعة، إلى جانب الانتعاش الائتماني القوي في الصين، توفر بيئة ملائمة للاستثمار في أصول الأسواق الناشئة.
وقال أندرو جارثويت، الاستراتيجي في يو بي إس: “عندما يضعف الدولار بنسبة 10% تاريخيًا، تحقق الأسواق الناشئة أداءً أفضل بنسبة 9%”، مؤكدًا الحساسية الكبيرة لهذه الأسواق تجاه انخفاض أسعار الفائدة وتخفيف القيود المالية.
ويشير البنك إلى أن أسهم الأسواق الناشئة تتداول حاليًا بخصم يقارب 30% مقارنة بالأسواق العالمية من حيث نسبة السعر إلى الأرباح، وهو مستوى أكبر من المتوسط التاريخي، بينما عوائد توزيعات الأرباح تبقى مرتفعة بمقدار انحرافين معياريين عن المعايير العالمية.
وبالمقارنة مع الأسواق المتقدمة، فإن تقييمات الأسواق الناشئة تشبه إلى حد كبير تلك التي سُجلت خلال الأزمة المالية الآسيوية.
ويضيف جارثويت أن غالبية دول الأسواق الناشئة تتمتع بموقع مالي أفضل من نظيراتها المتقدمة، مع معدلات تضخم منخفضة تصل إلى 2.4% باستثناء الصين، ما يمنح البنوك المركزية مجالًا لخفض أسعار الفائدة، فضلًا عن آجال ديون أقصر تعزز عوائدها في بيئة العوائد العالمية المنخفضة.
كما تشير بيانات يو بي إس إلى أن ملكية المستثمرين للأسواق الناشئة لا تزال منخفضة، وهي في أدنى مستوياتها مقارنة بالولايات المتحدة خلال العقد الأخير، ما يفتح مجالًا لمزيد من التدفقات الاستثمارية.
وعلى صعيد الدول، تركز يو بي إس على الصين، البرازيل، إندونيسيا، والفلبين. وتعتبر الصين محركًا رئيسيًا بفضل انضباط رأس المال والسيولة الزائدة، بالإضافة إلى انخفاض وزن الملكية الأجنبية. أما البرازيل فتتمتع بتقييمات مغرية، مع أسعار فائدة قصيرة الأجل معدلة حسب التضخم تصل إلى حوالي 10% ومتوقع أن تنخفض تدريجيًا.
الهند، رغم بقاء تصنيفها عند “المعيار”، ما تزال واحدة من أقوى قصص النمو الهيكلي، مع استفادة محتملة من انخفاض أسعار النفط.
كما ترى يو بي إس فرصًا عالية في دول العجز مثل إندونيسيا والفلبين إذا استمر ضعف الدولار، مع ملاحظة أن المخاطر تشمل تباطؤ النمو الصيني، ونزاعات التعريفات التجارية مع الولايات المتحدة، وانخفاض الأرباح المستمر. ومع ذلك، يرى البنك أن مرونة السياسات والقوة التفاوضية قد تخفف من آثار هذه التحديات.
وأخيرًا، تشير استراتيجيات يو بي إس إلى زيادة الوزن في أوروبا القارية والأسواق الناشئة، وتقليص الوزن في اليابان، مع الحفاظ على موقف محايد تجاه الولايات المتحدة، مستغلة فرص النمو النسبي في الأسواق الناشئة عند مستويات تقييم جذابة.