وزير الصناعة يحث الكفاءات المغربية في سويسرا على العودة لقيادة قاطرة التصنيع الوطني

وجه السيد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، نداءً مباشراً للطلبة والمهندسين المغاربة المقيمين في الخارج، وتحديداً خريجي المدرسة الفيدرالية البوليتكنيكية بلوزان (EPFL)، يحثهم فيه على “التفكير بجدية” في العودة والاستثمار في مساراتهم المهنية داخل أرض الوطن.
جاءت دعوة الوزير خلال لقاء تفاعلي عقده مع جمعية خريجي المدرسة السويسرية المرموقة، والتي تضم حوالي 600 طالب مغربي يتابعون دراساتهم في مجالات الهندسة والعلوم المتقدمة.
شدد مزور على أن المغرب يمر حالياً “بتحول صناعي عميق” جعله يصنف ضمن أكثر الأقطاب الاقتصادية دينامية في القارة الإفريقية.
وأوضح أن هذا التحول يقوم على رؤية ملكية تركز على محاور الابتكار، والاستدامة، وتعزيز السيادة الاقتصادية.
وبحسب الوزير، فإن مساهمة الكفاءات المغربية بالخارج باتت “أساسية” لتعميق هذا التحول. وقال إن الطموح الوطني لا يقتصر على مجرد رفع حجم الإنتاج، بل يتجاوزه ليشمل تطوير القدرات الابتكارية، وإنشاء علامات صناعية مغربية ذات قيمة مضافة عالية ومستدامة، بما يضمن خلق فرص عمل جذابة للكفاءات الشابة.
و سلط الوزير الضوء على الدينامية الجارية في القطاعات الاستراتيجية، مشيراً إلى افتتاح مجمع صناعي ضخم لمجموعة “سافران” العالمية في إقليم النواصر، وهو المجمع الذي من المتوقع أن يوفر نحو 900 فرصة عمل مؤهلة.
وفي قطاع السيارات، أكد مزور أن المملكة تحتل اليوم “صدارة الدول الإفريقية” من حيث تصدير السيارات، حيث يتجاوز الإنتاج السنوي 600 ألف وحدة، مع بلوغ معدل إدماج محلي قوي وصل إلى 65%.
ولم يفت الوزير الإشارة إلى التحول العالمي نحو التنقل الكهربائي، حيث كشف أن المغرب يتجه بخطى ثابتة لتطوير “سلسلة القيمة الكاملة للبطاريات الكهربائية”، بدءاً من التعدين والتكرير وصولاً إلى التدوير.
وأشار في هذا الصدد إلى إنشاء مصنع ضخم في إقليم الناظور كخطوة استراتيجية محورية، مؤكداً بدء تصدير المكونات الأولية إلى أسواق دولية مثل كوريا الجنوبية.
واختتم مزور حديثه بالتأكيد على أن هذه الدينامية الصناعية المتقدمة تضع المغرب ضمن الفاعلين الدوليين الرئيسيين في القطاعات الاستراتيجية خارج القارة الآسيوية، الأمر الذي يعكس طموحه في أن يكون “قطباً صناعياً مستقلاً ومبتكراً على الساحة العالمية”.