الاقتصادية

واشنطن توقف مشروع رياح عملاق قبالة رود آيلاند وسط جدل حول الطاقة الخضراء

في خطوة مفاجئة، أصدرت الحكومة الفدرالية الأميركية يوم الجمعة قراراً بوقف جميع أعمال البناء في مشروع “ريفولوشن ويند” قبالة ساحل رود آيلاند، رغم أن نسبة إنجازه بلغت نحو 80%.

القرار أثار جدلاً واسعاً، إذ يأتي في إطار سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحد من توسع مشاريع الطاقة المتجددة، مكرراً مقولته الشهيرة: “الرياح لا تعمل”.

المشروع الذي انطلق العام الماضي بعد الحصول على الموافقات الرسمية، تنفذه الشركة الدنماركية أورستد، وكان يستهدف تزويد أكثر من 350 ألف منزل بالكهرباء النظيفة. وحتى الآن، اكتمل تركيب 45 توربينة من أصل 65 مخطط لها، على أن يتم التشغيل الكامل بحلول نهاية العام المقبل.

لكن مكتب إدارة طاقة المحيط، عبر مديره بالإنابة ماثيو جياكونا، وجّه تعليمات فورية بوقف الأنشطة، مبرراً القرار بالحاجة إلى “مراجعة المخاوف المرتبطة بالأمن القومي”، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

الشركة المنفذة أعلنت أنها تدرس جميع الخيارات الممكنة لتجاوز الأزمة، بما في ذلك اللجوء إلى المسار القضائي. وتأتي هذه الانتكاسة في وقت حساس بالنسبة لأورستد، التي أعلنت الأسبوع الماضي نيتها جمع نحو 9.4 مليار دولار عبر إصدار أسهم جديدة لمواجهة تحديات السوق الأميركية.

منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، واجه قطاع طاقة الرياح سلسلة عراقيل تنظيمية ومالية، مع تجميد التصاريح الفيدرالية ووقف القروض المخصصة للمشاريع البحرية والبرية.

الرئيس الأميركي لطالما وصف طاقة الرياح بأنها “مكلفة ومدمرة لجمالية المشهد الطبيعي”، مؤكداً أن سياسات إدارته تعطي الأولوية للوقود الأحفوري.

في المقابل، تمضي الصين وأوروبا بخطى متسارعة نحو تعزيز اعتمادها على الطاقة المتجددة، مسجلة أرقاماً قياسية في مشاريع الرياح البحرية.

بينما في الولايات المتحدة، لم يسلم حتى مشروع “إمباير ويند” الضخم قبالة نيويورك –الذي تنفذه شركة “إكوينور” النرويجية– من التوقف المؤقت بقرار مماثل في وقت سابق من هذا العام.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى