اقتصاد المغربالأخبار

قيوح: المغرب يسرع الخطى نحو “ثورة النقل 2029” بتوجيهات ملكية وربط شامل بين الشمال والجنوب

في خطوة تؤكد تسارع وتيرة التحول في قطاع النقل بالمغرب، كشف عبد الصمد قيوح، وزير النقل واللوجستيك، أن وزارته والمكتب الوطني للسكك الحديدية يسيران وفق توجيهات جلالة الملك محمد السادس لتوسيع وتطوير شبكة النقل السككي الوطنية، بما يربط شمال المملكة بجنوبها، ويجعل منها محورًا استراتيجيًا للتنمية والربط بين مختلف الأقاليم.

وأوضح قيوح، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين يوم الثلاثاء، أن البرنامج الاستثماري الجاري إعداده يستند إلى الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ44 للمسيرة الخضراء، والذي دعا إلى تعزيز الربط السككي بين جهات المملكة والموانئ الكبرى.

وأشار الوزير إلى أن الدراسات المفصلة لربط ميناء الناظور غرب المتوسط بشبكة السكك الحديدية قد اكتملت، مضيفًا أن الوزارة أنهت عملية حيازة الوعاء العقاري اللازم للشروع في إنجاز المشروع.

وفي السياق ذاته، أكد الوزير أن العمل جارٍ على توسيع الشبكة لتشمل مدنًا جديدة، من بينها طنجة وتطوان وبني ملال، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع تأتي في إطار رؤية شاملة لتسهيل التنقل وربط المناطق ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية.

أما بخصوص مشروع القطار فائق السرعة الجديد، فقد أوضح قيوح أن جلالة الملك أعطى انطلاقته في أبريل الماضي، معتبرًا أن هذا المشروع سيحدث تحولًا جذريًا في منظومة النقل بالمغرب، إذ لن يقتصر تأثيره على السكك الحديدية فقط، بل سيمتد إلى النقل الجوي والطرقي بفضل السرعة والفعالية التي سيوفرها.

وأضاف الوزير أن الدراسات الخاصة بربط مراكش بالصويرة أسندت إلى مكتب دراسات صيني منذ نحو ستة أشهر، في حين تم الانتهاء من الدراسة النهائية لمشروع الربط بين مراكش وأكادير، مشيرًا إلى أن البحث عن التمويلات اللازمة للمشروع جارٍ حاليًا.

ووفق الجدول الزمني الذي كشف عنه الوزير، يتوقع أن تدخل هذه المشاريع مرحلة التجربة بحلول سنة 2029، وهي السنة التي ستشهد انطلاقة مرحلة جديدة في منظومة النقل السككي بالمغرب.

وسيتيح القطار فائق السرعة، بحسب قيوح، تقليص زمن السفر بشكل كبير، إذ ستصبح الرحلة بين طنجة والرباط في حدود ساعة واحدة فقط، وبين الرباط ومطار محمد الخامس في نصف ساعة، في حين ستتقلص مدة الرحلة بين طنجة ومراكش إلى ساعتين ونصف بدل خمس ساعات حاليًا، ما سيجعل التنقل داخل المملكة أكثر سهولة وكفاءة، ويقلل الحاجة إلى استخدام الطائرات في الرحلات الداخلية.

بهذه المشاريع الكبرى، يواصل المغرب ترسيخ مكانته كأحد البلدان الرائدة في إفريقيا في مجال النقل السككي المتطور، في أفق بناء شبكة حديثة تواكب طموحاته التنموية وتدعم تنافسيته الاقتصادية.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى