في مقابلة أثارت جدلاً واسعًا، نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب معرفته بمؤسس منصة بينانس للعملات المشفرة تشانغبينغ تشاو (CZ)، رغم منحه العفو الرئاسي الشهر الماضي، مؤكدًا أنه لم يلتقِ به يومًا ولا يعرف تفاصيل قضيته.
وقال ترامب، خلال مقابلة بثها برنامج “60 دقيقة” على شبكة CBS مساء الأحد، ردًا على سؤال حول قراره بالعفو عن المدير التنفيذي السابق لبينانس: “هل أنت مستعد؟ لا أعرف من هو.”
وأضاف ترامب أن قراره لم يكن شخصيًا بل نابعًا من رغبته في تعزيز تنافسية الولايات المتحدة في قطاع العملات المشفرة، منتقدًا في الوقت ذاته ما وصفه بـ“الحملة العدائية” التي شنتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن ضد تشاو، مشيرًا إلى أنه “تعرّض لمعاملة غير عادلة”.
وكان تشاو قد تنحّى عن منصبه أواخر عام 2023 بعد إقراره بالذنب في قضية تتعلق بانتهاك قواعد مكافحة غسل الأموال، ليُحكم عليه بالسجن أربعة أشهر قبل أن يُفرج عنه في سبتمبر 2024. وقد جاء العفو عنه رسميًا في أكتوبر الماضي.
ورغم تأكيده أنه لا يعرف CZ، قال ترامب إن ما سمعه يشير إلى أن تشاو كان “ضحية لتسييس مفرط من حكومة بايدن”، مضيفًا: “لقد أرسلوا الرجل إلى السجن ودبروا له الأمر برمته. هذا ما قيل لي.”
وتطرق ترامب في المقابلة إلى موقفه من العملات الرقمية، موضحًا أن أبناءه أكثر انخراطًا منه في هذا المجال، وقال: “أنا أعرف القليل جدًا عن العملات المشفرة، سوى أنها صناعة ضخمة. وإذا لم نكن نحن روادها، فستكون الصين أو اليابان أو أي مكان آخر.”
يأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه بينانس وشركاؤها تدقيقًا متزايدًا من الهيئات التنظيمية الأميركية، بعد الكشف عن علاقات مالية مع منصة “وورلد ليبرتي فايننشال” المرتبطة بعائلة ترامب.
وتشير تقارير إلى أن المنصة خصصت 75% من عائداتها لشركة لها صلة بعائلة الرئيس، ضمن مشروع لتمويل استثمار بقيمة 2 مليار دولار في بينانس من صندوق استثماري إماراتي.
كما أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC) في مايو الماضي عن إسقاط الدعوى المرفوعة ضد بينانس وتشاو، بعد اتفاق تسوية سابق بلغت قيمته 4.3 مليارات دولار، وهي من أكبر الغرامات في تاريخ الشركات الأميركية، وفق وزارة العدل.
وفي ختام المقابلة، نفى ترامب أي علاقة له بالمشاريع الرقمية المرتبطة باسمه، مؤكدًا أنه “مشغول جدًا بأمور الدولة”، لكنه أضاف بابتسامة: “ربما تكون صناعة العملات المشفرة شيئًا عظيمًا… أبنائي يعرفون عنها أكثر مني.”
